العدد 1263 - الأحد 19 فبراير 2006م الموافق 20 محرم 1427هـ

وطنية «المعارضة المفككة» و«حق»

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

في السياسة تحتاج شيئاً من الحظ، والمعارضة البحرينية تحتاج إلى ما يقارب المعجزة. تاريخياً، كانت المعارضة على اختلاف أيديولوجياتها ذات وحدة أيديولوجية سياسية، وذات طابع مؤسساتي، لنا أن نعتبر الهيكل المؤسساتي لها آنذاك هيكلاً مهلهلاً، إلاّ أنها كانت تتسم على الأقل بوحدة الخطاب، والأهداف، والتطلعات.

اليوم، نحن نقف أمام معارضة «مفككة». الإسلاميون لم تستطع الوفاق احتواء تخالفاتهم، وتلك الفترة التي احتضنت الوفاق فيها هذه التخالفات كانت فترة ذات بعدين، بعد سياسي تنظيمي سيئ، وبعد آخر انطوى على تنازلات وكان الشيخ علي سلمان ضابطاً لإيقاعه بشكل جيد.

اليسار الذي ترنح لاتجاهين متخالفين، هو اليوم في الشق المعارض منه يعاني من وجود تسريبات معلوماتية تذهب إلى أن ثمة «انشقاقاً جديداً» يحاول «شريف» وعد رتقه، ولعل عبدالرحمن النعيمي الأب الروحي لـ «وعد» سيعود إلى الصورة عما قريب. إبراهيم شريف ضابط إيقاع مميز، أثبت جدارته، إلاّ أن الأجواء لا تبشر بخير. «حق»، وما أدراك ما «حق»، مازالت هذه المنظومة السياسية المنشقة من الوفاق تمثل هاجساً وطنياً يتصف بالإرباك. هذا الإرباك يطال مؤسسات المعارضة والدولة على حد سواء. والصحافة ليست في مأمن من هذا الإرباك أبداً. مؤسسو «حق» يدركون أن تجمعهم يحتاج إلى تأسيس اجتماعي عاجل، المؤسسة الدينية الوفاقية هي سلبية مع هذا التحرك على رغم محاولات التزيين الوهمية، والتي يسربها البعض بشكل مفضوح. «الغطاء الديني» زاوية مغلقة، و«اليسار» لن يراهن على «حق». تبقى لحق فرصة واحدة، وهي أن أي إخفاق للرباعي المعارض هو إضافة جديدة لقوى حق وقواعدها الاجتماعية. ستجد «حق» مساعدة وهدايا تطوعية بالجملة توفرها «الحكومة» و«المعارضة القانونية» على التوالي، فالأداء السياسي للطرفين لا يبشر إلاّ بالإخفاق الذي تعودنا عليه.

ستستمر حق، وعليها أن تستمر، هادئة لما بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، وحتى تفرغ من إعداد أولى خياراتها السياسية «العريضة»، على أنها ستكون شرسة بعد هذا التوقيت لعدة أسباب، البعض يعتقد أن هذه المعارضة المفككة لن تستطيع أن تصنع تجربة برلمانية قوية، وأنها لن تستطيع بث الطمأنينة في الشارع البحريني. بالطبع - بحسب الكثير من المؤشرات - لا.

«حق» و«المعارضة القانونية» حليفان، يتفقان في الاستراتيجيا، يختلفان في التكتيك. من زاوية أخرى، على الصحافة المحلية أن تتنبه إلى خطورة الضرب تحت الحزام، بمعنى أن تصور التغطيات الصحافية «حق» على أنها حركة «لا وطنية»، فجلالة الملك نفسه، أشار إلى أنهم - وكان يعني قوى المعارضة كافة - «وطنيون»، ويحبون «بلادهم».

المعارضة المفككة هي وسيلة التغذية السياسية لـ «حق»، و«حق» هي ورقة مفاوضات وضغط جيدة، وفي المقالة المقبلة سنناقش هذه الورقة

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1263 - الأحد 19 فبراير 2006م الموافق 20 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً