رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني في تصريح لافت يوم أمس قال إن اللافتات (التي نشرتها جمعية التوعية الإسلامية على الشوارع) تعتبر «بالونات اختبار»، وان من أطلقها «سيصعّد» بهدفه وسينشر المزيد، معتبراً أن اللافتات تسيء للنظام السياسي وللوحدة الوطنية.

ولكي لا يختلط الأمر أكثر، فإن هناك شعارات حسينية معتادة، وهي ليست المقصودة، ولكن الحابل اختلط بالنابل. المقصود هي اللافتة التي حملت شعارات تتحدث عن «معسكر الحسين» و «معسكر يزيد» و «مرجعية الفقيه»، و«مرجعية الامام» ، وهذه اللافتات مختلطة في المعنى.

ولسنا بحاجة الى أن نقرأ التبريرات والتفسيرات لهذا الشعار أو ذاك... فالشعار يرفع الراية خفاقة باتجاه معين، وإذا كانت الإشارات مختلطة فيجب الابتعاد عنها من الأساس، إذ لا ينفع التفسير الدفاعي للعبارات التي تحمل معاني عدة في آن واحد.

جمعية التوعية الإسلامية ردّت عبر تأكيدها بأنها أحرص الناس على الوحدة الوطنية، ولكن أعتقد أن الشعار لم يكن موفقاً. فنحن في البحرين يجب أن «نبحرن» جميع الشعارات والخطابات، ولقد كانت إحدى مميزات الحركة السياسية البحرينية، على مر السنوات الماضية أنها استطاعت اختيار الخطاب الجامع والشامل لكل فئات المجتمع، وانها ابتعدت عن مناطق الخلاف، لأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا.

نعم، إن من حق أي جمعية أن تعبر عن رأيها، ولكن في حال كانت الجمعية ذات تأثير سياسي أو ديني كبير، فإن ما تحمله من شعار له أثر واضح خصوصاً إذا كانت مدلولاته السياسية - الدينية متداخلة مع مجريات الحوادث التي نمر بها محلياً واقليمياً. ولذا من المؤسف أن ترتفع مثل هذه الشعارات لينفسح المجال بعد ذلك لاتهام الأطراف الوطنية الفاعلة في إخلاصها، وهو اتهام مرفوض.

إن اللافتات الدينية - السياسية إذا طرحت في الشارع بالأسلوب الذي طرحت فيه فان ذلك يربك الأمور. وهناك جمعيات إسلامية - غير جمعية التوعية - كانت قد بدأت بمثل هذا العمل وأنزلت شعاراتها التي تحمل أيضاً مضامين تخيف أطرافاً أخرى، ولكن هذا ليس مبرراً لأي طرف آخر أن يقوم بالعمل نفسه... فالخطأ لا يبرر الخطأ.

إننا ندعو الى الحكمة في اختيار العبارات والشعارات، وندعو الى الإلتزام بالقانون... كما ندعو إلى عدم الصاق التهم ضد هذا الطرف أو ذاك، فجميعنا بحرينيون، وجميعنا مخلصون لتربتنا التي انبتت آباءنا وأجدادنا.