لم تدم طويلا فترة الصداقة التي توجت بين الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام كوفي عنان والولايات المتحدة ممثلة برئيسها جورج بوش على خلفية التقارب منذ حرب العراق والتباحث في مختلف القضايا الدولية وأبرزها قضية إصلاح الأمم المتحدة، الذي سرعان ما انهار على خلفية التحقيق الأممي الذي تحدى أميركا مطالبا إياها بإغلاق معتقل غوانتنامو فورا.
التقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة أخيراً بشأن غوانتنامو تطرق إلى عزمها محاسبة المسئولين في الإدارة الأميركية - حتى وان طال بوش نفسه - عن عمليات التعذيب التي مورست بحق أكثر من 500 معتقل زج بهم في «x yar» بعد هجمات سبتمبر/ أيلول وشن أميركا حربها على أفغانستان للإطاحة بنظام «طالبان» السابق الذي ينتمي إليه معظم المعتقلين أو الذين يشتبه صلتهم بالإرهاب.
الأمم المتحدة اعتمدت في شواهدها على إساءة السجناء وانتهاك حقوقهم حسبما جمعته من المعتقلين أنفسهم الذين أفرج عنهم أو عن بعض المحامين، فأشارت إلى استخدام درجات الحرارة المفرطة و إبقاء المعتقلين لفترات طويلة قيد الحبس الانفرادي والإطعام القسري للمحتجزين المضربين عن الطعام. حرب الإرهاب تلك التي تجاوزت النصوص القانونية في سبيل زج كل من يشك بهم هي الطريقة التي خولت لبوش إشهار برنامجه للتنصت الذي مازال يثير سخط أعضاء الكونغرس وتطاوله على المواطنين في أميركا الأمر الذي اجبر أعضاء من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء إلى المطالبة باستقالة بوش.
التوتر عاد مجدداً بين الثنائيين المخضرمين بوش وعنان الذي أثيرت ضده اتهامات تتعلق بالفساد في برنامج الأمم المتحدة نظراً لمواقفه المسبقة مع أميركا جراء حرب العراق، الرد الأميركي وصف التقرير الأممي وفقا لما ذهب إليه المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان «بأنه اعد من دون التحقق من الوقائع معتمدا فقط على الادعاءات، وأن ذلك ينال من صدقية الأمم المتحدة».
إذا بالنظر لرد ماكليلان، إلى أي مدى سينال هذا التحقيق من صدقية المنظمة الدولية؟ وهل فعلا أصبحت صدقيتها عند المحك؟
العدد 1262 - السبت 18 فبراير 2006م الموافق 19 محرم 1427هـ