العدد 1262 - السبت 18 فبراير 2006م الموافق 19 محرم 1427هـ

شكراً مي... شكراً «بتلكو»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

طوال السنوات الماضية أخفقت البحرين في تنظيم مهرجانات تسوق على غرار ما يقام في دول المنطقة الخليجية الأخرى والتي أخذ بعضها بعدا أوصلها إلى العالمية نظراً إلى غزارة البرامج في مثل هذه المهرجانات بينما النوع الآخر أقل عالمية، لكن أكثر شهرة عند شعوب المنطقة ومنهم البحرينيون الذين يختارون أين يقضون إجازاتهم القصيرة والكثيرة على مدار العام في ظل غياب أماكن الترفيه المختلفة.

لكن أمس فقط أعلن قطاع الثقافة والتراث الوطني بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد للثقافة والبحوث وبتلكو عن عزم البحرين رسمياً على تنظيم مهرجان ثقافي أو بالأحرى سوق ثقافية تقدم إبداعات من الشرق والغرب تحت مسمى «ربيع الثقافة» يقام في مارس/ آذار من كل عام على أن تقدم جميع ألوان الثقافة من مسرح ورقص استعراضي وشعر وفن تشكيلي ومحاضرات ومعرض للكتاب؛ فمن «تقاسيم» على أوتار آلة العود للفنان مرسيل خليفة إلى فرقة نار الأناضول التركية التي لا تقل عروضها الاستعراضية عن فرقة ريفر دانس الايرلندية في مسارح الويست اند اللندنية ومسارح البرودوي النيويوركية.

بل إن افتتاح أول صرح ثقافي في المنامة القديمة ألا وهو «بيت الشعر» الذي يرجع الى صاحبه شاعر البحرين والخليج الكبير إبراهيم العريض ضمن فعاليات «ربيع الثقافة» يعد سابقة وخطوة رائعة من «تاريخ قادم» عبر احياء المنامة القديمة، إذ ستقدم فيه قراءات شعرية بمختلف اللغات، على مدار 3 أيام. والكثير والكثير الذي لا يسعني أن أخطه عبر هذه السطور من فعاليات وجدتها أكثر من رائعة ترتقي بالذوق العام بعد أن سئمنا سنوات من مهرجانات تحط من الذوق، بل وتستخف بعقل المواطن الذي سئم من مهرجانات البحرين التي اكسبتها للاسف سمعة سيئة في الخارج، بسبب غياب التنظيم والمستوى المطلوب مقارنة بدول الجوار.

إن التنظيم والاستعداد الجدي الذي ابداه المنظمون في «ربيع الثقافة» يعبر عن حاجة حقيقة يفتقدها البحرينيون اليوم المعروفون بأهل الثقافة والعلم... فالترويج للبحرين كمقصد ثقافي في المنطقة بدلاً من الترويج لها كمقصد استهلاكي طبعاً يعطي دفعة قوية لتحسين صورة البحرين التي ستشهد على مدار الشهرين المقبلين برامج وأنشطة كثيرة ثقافية وأخرى رياضية متعلقة برياضة الفورمولا 1 التي هي الأخرى ترافقها حملة دعائية بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية. إن تم تسخير ذلك بصورة صحيحة فقد نعزز التنوع والبرامج التي تصاحب شكل البحرين الحقيقي المواكب للتطور ولكل ما هو جميل.

وإن نجح «ربيع الثقافة»... فقد تكون البداية لتحسين صورة مهرجاناتنا وحملاتنا الدعائية للبحرين في الخارج... فشكراً لجهود الوكيل المساعد لقطاع الثقافة والتراث الوطني الشيخة مي آل خليفة، وشكراً للقطاع الخاص وعلى رأسهم «بتلكو» لدعمها مشروعات ثقافية تحيي ما افتقده البحرينيون منذ سنوات.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1262 - السبت 18 فبراير 2006م الموافق 19 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً