تنشيطاً للذاكرة ولمن نسي جرائم السجانين الأميركان في سجن أبوغريب الذي تديره أميركا بالقرب من بغداد، عرضت محطة تلفزيون استرالية أخيراً صوراً جديدة لتلك الممارسات اللاإنسانية ضد المعتقلين العراقيين في السجن ذائع الصيت والتي أثارت غضباً عربياً ودولياً في العام 2004.

الصور كانت مقززة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، لأنها تضمنت انتهاكات جنسية فاضحة للمعتقلين، الأمر الذي يكشف العقول المريضة للجنود الأميركيين المتورطين في هذه الفضيحة. فليس هناك أسوأ من تعرية الإنسان من جميع ملابسه، وتعريضه لأفعال غير أخلاقية، بغض النظر عن كونه عراقيا مسلما أو مسيحيا أو من أية ديانة أخرى، فحرمة الجسد محصنة، واحترام الأسرى مكفول في كل القوانين والمعاهدات الدولية.

وعلى رغم أن بعض الصور الجديدة التي تناقلتها محطات التلفزة والفضائيات مشابهة للصور السابقة التي التقطت سابقا، فإن البعض الآخر من الصور أكثر فظاعة من سابقاتها، فإنها تشابهت في معظمها بوقوف جندي أميركي مختل أو مهووس مبتسما بجوار ضحاياه.

يقيناً، إن عرض هذه الصور الجديدة، وفي مثل هذا التوقيت سيصب المزيد من الوقود على نار الغضب التي تسود العالمين العربي والإسلامي، إذ ستزيد من غضب العرب والمسلمين المحتدم بالفعل بسبب نشر رسوم كاريكاتورية تسيء للرسول الكريم (ص) في صحيفة دنماركية، إلى جانب نشر صور قبل أيام لجنود بريطانيين يضربون فتية عراقيين اختطفوهم من مظاهرة سلمية في البصرة، فأين هذه الحرية التي تتحدث عنها واشنطن وتعتزم تطبيقها في العراق؟

هذه هي حقيقة القبح الأميركي، فأية مهانة أكثر من أن يحرر أرضك جندي مختل أو مهووس؟ وهل تستطيع إدارة الرئيس جورج بوش أن تكذب هذه المشاهد لجنودها «الذين ينشرون الحرية والمبادئ الأميركية''؟، فهذه الصور وغيرها أكبر دليل على الانتهاكات المتكررة وعلى نطاق واسع ضد السجناء.