تعتقد الباحثة الإسلامية فاطمة نصيف في تحليلها لواقع حقوق المرأة في الإسلام: «أن هناك مشكلة تكمن في أن قضية المرأة والشريعة الإسلامية أصبحت معرضة للحكم عليها من أشخاص لا يعرفونها ومن دون الاطلاع على أحكام المرأة في الشريعة الإسلامية... فقط سمعوا بعض الأقاويل الباطلة وأقاموا المؤتمرات المضللة نتيجة هذه الأقاويل واستندوا على روايات من نساء وقع عليهن الظلم بسبب ممارسات خاطئة ما أنزل الله بها من سلطان».
تقول الباحثة في دراسة حديثة تتناول حقوق المرأة في الإسلام إن هذه القضية هي قضية الأمس واليوم وغداً وستستمر هذه القضية لأن أعداءنا عرفوا من أين تؤكل الكتف ومن أين يمكنهم اختراق الجدار القويم للأسرة الإسلامية ومن العام 1979 بدأت المؤتمرات وبدأ التركيز على المرأة المسلمة والعربية المظلومة... وقبل ان أتحدث عن حال المرأة عندهم لابد من أن نعرف أن المرأة المسلمة لو اعتبرت نفسها أنها مظلومة فيجب أن تعلم ان الرجل ليس الوحيد المسئول عن هذا الظلم لأنها هي الأم التي قامت على تربيته ولأنها لا تعرف حقوقها لكي تدافع عنها ولا تدرس شريعتها التي تمنحها حتى الحق لأن تقف أمام القاضي وتدافع عن حقوقها بالحجة والشرع، لكنها تتمنع اليوم من دخول المحكمة وكأنها مكان نخشى على المرأة منه.
سمعنا الكثير مما يروجونه عن ظلم المرأة المسلمة واضطهادها وأعتقد أن خير رد على ذلك هو عرض الاحصائيات الخاصة بالعنف ضد المرأة الغربية وجميعها احصائيات موثقة من مصادرهم واليكم بعض ما حصلت عليه قبل ذهابي لمؤتمر بكين، إذ طلبنا من الشرطة الفيدرالية الأميركية أن تمنحنا تقارير عن العنف ضد المرأة الأميركية:
- 79 في المئة من الرجال في أميركا يضربون زوجاتهم ضرباً يؤدي إلى عاهة.
- 17 في المئة منهن تستدعي حالاتهن الدخول للعناية المركزة... والذي كتب ذلك هو جون بيريه استاذ مساعد في مادة علم النفس في جامعة (كارولينا).
بحسب تقرير الوكالة المركزية الأميركية للفحص والتحقيق (FPT) هناك زوجة يضربها زوجها كل 18 ثانية في أميركا.
كتبت صحيفة أميركية أن امرأة من كل 10 نساء يضربها زوجها، فعقبت عليها صحيفة «Family Relation» أن امرأة من كل امرأتين يضربها زوجها وتتعرض للظلم والعدوان.
أما في فرنسا فهناك مليونان امرأة معرضة للضرب سنوياً... أمينة سر الدولة لحقوق المرأة (ميشيل اندريه) قالت «حتى الحيوانات تعامل أحياناً أفضل من النساء، فلو أن رجلاً ضرب كلباً في الشارع سيتقدم شخص ما يشكو لجمعية الرفق بالحيوان، لكن لو ضرب رجل زوجته في الشارع فلن يتحرك أحد في فرنسا». 92 في المئة من عمليات الضرب تقع في المدن و60 في المئة من الشكاوى الليلية التي تتلاقاها شرطة النجدة في باريس هي استغاثة من نساء يسيئ أزواجهن معاملتهن.
في امستردام اشترك في ندوة 200 عضو يمثلون إحدى عشر دولة، كان موضوع الندوة اساءة معاملة المرأة في العالم أجمع واتفق المؤتمرون ان المرأة مضطهدة في جميع المجتمعات الدولية وبعض الرجال يحرقون زوجاتهن بالسجائر ويكبلونهن بالسلاسل.
في بريطانيا يفيد تقرير أن 77 في المئة من الأزواج يضربون زوجاتهن من دون أن يكون هناك سبب لذلك. وعندما نعلم أن كل هذا يحدث في بلادهم ويتركونها لتركيز الأضواء على المرأة المسلمة والعربية ويقولون مظلومة وتتدخل لجانهم فلابد أن نعي انها لن تتدخل لانقاذ المرأة المسلمة، لكنها تريد تشويه صورتها ومن ثم الصاق التهم بالإسلام... وعندما يخرجون بتقرير يقول «انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تتعرض لها المرأة المسلمة» فتسأل: لماذا لا يتقبلون منا توجيه تقرير مماثل لهم على ما يرتكبونه في حق نسائهم؟! لا ينبغي أن نلتفت كثيراً إلى محاولاتهم تشويه صورتنا، لكن نحن لابد أن نبحث فيما بيننا عن الأخطاء لمعالجتها وان وجد ظلم واقع على احدانا نرفعه بايدينا.
في الإسلام الرجل والمرأة سواء يكمل أحدهما الاخر والمرأة لها حق التعبير والتعليم والعمل وغيره من الحقوق الانسانية... لكن هناك 3 نقاط يستخدم المغرضون جهلنا بحقيقتها ليتشدقون بظلم الإسلام للمرأة وسأذكر هذه النقاط والرد عليها بشيء من الايجاز ويمكنكم قراءتها بالتفصيل في كتابي «حقوق المرأة في الإسلام».
نظام المواريث في الإسلام نظام غني جداً وعادل فقد وضعه خالق هذا الكون الذي لا يمكن ان يظلم... ومن جهلنا وغفلتنا عن دراسة هذا النظام لا نعرف منه إلا «فلذكر مثل حظ الأنثيين» (النساء: 176). مع العلم ان الإسلام منح الرجل مثل حظ الأنثيين في أربع حالات فقط يكون فيها هو المنفق على المرأة... ومنح المرأة عشر حالات ترث فيها مثل الرجل أو اكثر منه أو حتى حالات ترث هي فيها ولا يرث الرجل... والغريب أن حالات وراثة الرجل أكبر من نصيب المرأة هي وحدها التي برزت مع أنها الأقل وتدخل فيها اشخاص غير مؤهلين ولا دارسين للمواريث في النظام الإسلامي يهاجمون أو يدافعون لأغراض في نفوسهم ويأخذون ما يرغبون ويتركون البقية مثل الذي يقول «لا تقربوا الصلاة» (النساء: 43). ويترك بقية الآية حتى لا يصلي... والشريعة كل متكامل إذا اردنا مناقشة احكامها فلابد أن ندرسها من جميع الجوانب لنكن على علم بما نتحدث عنه... فأعداء الإسلام هنا تمسكوا بحكم واحد يساعدهم على إبراز ظلم المرأة كما يزعمون وتركوا جميع الأحكام التي تمنح المرأة نصيب من الميراث أكثر من الرجل ونحن انفسنا صدقنا ذلك لأننا لا نبحث عن تفاصيل الشريعة، بل نكتفي بما نسمع من هنا ومن هناك ونكتفي باجتهادات أشخاص لا علاقة لهم بأحكام الشريعة الإسلامية
العدد 1261 - الجمعة 17 فبراير 2006م الموافق 18 محرم 1427هـ