أعجبتني تلك القصة التي ذكرها دنيس ويتلي في كتابه سيكلوجية الدوافع عن شاب ذهب لحكيم صيني طالبا منه تعليمه سر النجاح، فرد عليه الحكيم سر النجاح هو الدوافع، إذ طلب الشاب توضيحا من الحكيم عن مغزى حديثه، فأحضر الحكيم وعاء من الماء وطلب منه الاقتراب منه ولما اقترب منه باغته الحكيم بغمس رأس الشاب في الماء ومرّ الشاب بثلاث مراحل، الأولى أنه لم يحرك ساكنا. الثانية بدأ بمحاولة إخراج رأسه من الماء ولكن ببطء. أما الثالثة عندما أشرف على الاختناق إذ دفع بكل قوته حتى أخرج رأسه من الماء وهو يصرخ في وجه الحكيم لماذا تريد أن تفعل بي ذلك؟ فسأله الحكيم هل استفدت شيئا من هذه التجربة؟ قال غاضبا: كلا.

فرد الحكيم مستخلصا من تلك التجربة أنك عندما شارفت على الغرق أصبح عندك الرغبة المشتعلة لتخليص نفسك، وعندئذ فقط أنت نجحت لأنه لم تكن هناك أية قوة في استطاعتها أن توقفك، إذ أضاف «عندما تكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح فلن يستطيع أحد إيقافك».

كثير هم الناجحون، فكثيرا ما نسمع بأن هذا الإنسان ناجح في حياته، دراسته، عمله، فكرة، مشروعه، وكثيرا ما نسمع عن أسرار النجاح وأسبابه، وكثيرا ما نسمع عن المتفوقين، إذ إننا جميعا نطمح بأن نصل إلى أن نوصف بأننا أفراد ناجحون ومتفوقون في هذا المجتمع ويشاد بنا بما نقدمه من خدمة لأفراده.

فطلبتنا الأحباء مقبلون في هذه الفترة على الامتحانات، وأكيدا فإن القلق، الذعر والرهبة تبدو على محياهم، فهذا شعور طبيعي فأحببت أن أخاطبكم اليوم لأبلغكم بأنه يجب أن تضعوا نصب أعينكم النجاح وتحقيقه بجعل مبدأ النجاح فكرا تبدأون به، وشعورا للتحفيز وخلق الدوافع لتحقيقه بالإضافة إلى أن تتحلوا بالصبر والمثابرة. فالنجاح رحلة ليست بالهينة تتطلب منكم الإرادة القوية، الثقة بالنفس، العمل الصادق والتوكل على الله سبحانه وتعالى.

فيجب أن تكون لدينا الرغبة والدافع للنجاح، فطريق الامتحانات طريق ليجني كل طالب وطالبة ما زرعت يداهم من ثمرات شقائهما وسهرهما طيلة الأيام والليالي من الحفظ والمراجعة والتحضير... ونحن اليوم قاب قوسين أو أدني من الشروع بإجراء الامتحانات النهائية لمختلف المراحل الدراسية... فوفقكم الله إلى تحقيق النجاح.