سؤال مهم: لماذا تتعمد بعض الصحف الأوروبية سكب الزيت الحارق على جلد مقدسات الأديان وخصوصاً الدين الإسلامي؟ لماذا إشعال الحرائق في ثوب المقدسات؟ ولماذا القاء الطوب والحجارة على الشخصيات الكبيرة؟ وهل هنالك هدف وراء زرع مشانق عصبوية لأي دعوات للحوار الحضاري بين الغرب والمسلمين واستبدالها بصراعات على طريقة مفهوم صراع الحضارات؟ ومن وراء حرق بيوتات التعايش السلمي بين الطوائف والأعراق واستبدالها بدكاكين طائفية أو شوفينية. لماذا يتم استبدال ملوك السلام بملوك الطوائف؟ هل هي حرية صحافية عابرة أم وراءها أجندة؟ هل هي مراهقة كاتب أو غباء رئيس تحرير أم القضية أبعد؟
لا أحب التفسير التآمري في أي قضية، لأن نظرية المؤامرة مليئة بالشحوم وتزيد من نسبة السكر في دم العقل، لكني أخاف كثيراً من أن وراء كل ما جرى فخاً من متطرفي أي تأدلج في الغرب للإيقاع بين المسلمين والغرب وذالك ليس لصالح أحد. قد يكون للقضية بعد سياسي وأمني وتجاري أيضاً ولعبة حضارية لتوسيع الفجوة بين الغرب والعرب وخلط الأوراق ما بين المسلمين وبقية الأديان. على الصحيفة الاعتذار ولن يجد هؤلاء المشوهون فكراً في الصحافة الدنماركية رجلا بعظمة رسول الله في الإنسانية والتسامح.
أي عنف بيننا وبين الغرب أو الأديان يستفيد منه المكفرون والمتطرفون الإسرائيليون والعرب. هناك أنظمة عربية تبحث عن هذا العداء ليقل الضغط نحو الديمقراطية في العالم العربي.
هناك عدميون يكرهون لقاء الأديان ويهمهم استبدال لغة الحوار والتسامح بلغة العنف وحرق السفارات وقتل الأجانب إلخ.
يجب عدم خلط الأمور، ان شركة الالبان البحرينية الدنماركية تستحق الدعم ولابد أن ننصفها في مواقفها الوطنية. قبل عام زرت الشركة والتقيت بعض مسئوليها ورأيت كثيراً من البحرينيين والبحرينيات يعملون في الشركة وطلب مني بعضهم اعطاءهم بعض الأسماء من العاطلين لتوظيفهم كلما سنحت فرصة للتوظيف. هذه العوائل البحرينية أصبحت أرزاقها على كف عفريت بعد قبح التصرف الهابط للصحيفة الدنماركية. الشركة بحرينية وليست دنماركية وتستحق منا الدعم وهناك ترتيبات حتى على مستوى الاسم فأملنا من المواطنين التعاون مع هذه الشركة لتبقى قوية وقوة وطنية تدعم البحرنة على جميع المستويات، والشركة تقوم بدعم المشروعات الخيرية في مناطق البحرين وكثير من الفعاليات الاجتماعية والمناسبات الوطنية وتمتلك شهادات تقديرية موثقة تدل على ذلك. يجب أن نخلق حواراً مع الآخر ويجب أن نفرق بين متطرف غربي ومتسامح غربي فكما لدينا متطرفون لديهم أيضاً متطرفون
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1259 - الأربعاء 15 فبراير 2006م الموافق 16 محرم 1427هـ