إذا كان النواب الذين كانوا بالأمس يدافعون عن المشاركة في انتخابات 2002م بأيديهم وأرجلهم يعترفون اليوم بأن دورتهم انتهت من دون أن يلبوا طموحهم أو طموح ناخبيهم فماذا عسى المقاطعين أن يقولوا؟ هل كسب النواب الرهان أم خسروه؟ ليس الدليل على كسب الرهان هو ربط أحزمة المقاطعين للدخول في انتخابات 2006م كما يكرر بعض النواب، ولكن الدليل على كسب الرهان إحصاء الإنجازات التي أنجزها المشاركون حتى تكون محفزا لانخراط المقاطعين في الانتخابات المقبلة. كانت واضحة جدا خيبة الأمل على وجوه النواب في جلستهم الأخيرة عندما كانوا يناقشون رفض الحكومة لخمسة من المقترحات برغبة، وذلك في جلسة واحدة فقط وهناك العشرات إن لم يكن المئات من الاقتراحات برغبة التي رفضتها الحكومة أو احتفظت بها خلال السنوات الأربع الماضية. المراقب وغير المراقب عندما ينظر إلى التجربة البرلمانية وينظر إلى تفاعل المواطنين معها يلحظ بوضوح عدم الرضا على قسمات وجوه النواب وناخبيهم معا، فأي حافز يمكن أن يدفع المقاطعين إلى الانخراط في الانتخابات المقبلة. لا يمكن أبدا تصور انتخابات 2006م من دون جرعة إصلاحية جديدة لا جرعة مسكنة، حتى يمكن النهوض بالتجربة من جديد بمشاركة المقاطعين قبل المشاركين وهم مليئون بحيوية حقيقية تدفعهم نحو العطاء، وجلسة النواب الأخيرة تؤكد مدى الحاجة إلى هذه الجرعة التي تنظر بجدية إلى مطالب المقاطعين وملاحظات المشاركين.
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1259 - الأربعاء 15 فبراير 2006م الموافق 16 محرم 1427هـ