العدد 1258 - الثلثاء 14 فبراير 2006م الموافق 15 محرم 1427هـ

نريد اعتذار الحكومة الدنماركية

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

الإساءة التي قدمتها الصحيفة الدنماركية لعموم المسلمين في جميع أنحاء العالم كانت إساءة قوية لديننا الحنيف ورسولنا الكريم بجميع المعايير والمقاييس... والمشكلة أنهم في بداية أزمة نشر الرسوم الكاريتورية عن نبينا (محمد صلى الله عليه وعلى آله جميعهم وسلم) لم يتوقعوا حجم ردة الفعل لكل المسلمين وعلى اختلاف أطيافهم ومللهم في أرجاء المعمورة... وليس فقط في الدول العربية... لم يتوقعوا لإنهم لا يعرفون حجم تمسك المسلمين بدينهم المبني على القرآن الكريم، وعلى سنة نبينا محمد (ص) .. وكانوا يعتقدون الإسلام ايدلوجية مثل باقي الايدلوجيات التي تأتي وتذهب. بعض الشركات عندهم (ومن تأثير المقاطعة) غيرت المكتوب على المنتجات... فبدلاً من صنع في الدنمارك... كتب عليها صنع في أوروبا مع أن عموم الشعب لديهم يرفض فكرة الاندماج الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي... وهم مازالوا محتفظين بعملتهم النقدية (الكورونا) بدلاً من التعامل بالنقد الأوروبي الموحد (اليورو)... هم الآن خضعوا وخفضوا رأسهم للاتحاد الأوروبي فقط حتى لا تطال منتجاتهم المقاطعة الشرسة من عموم المسلمين الحانقين على من إزدرى دينهم ورسولهم برسومات سمجة. يعني مقاطعة المسلمين لبضائعهم أتت بنتائج قوية وفي زمن يعتبر قياسياً .. فما بالك لو استمرت هذه المقاطعة لمدة طويلة... وهذا درس قوي لكل من تسول له نفسه العبث بالديانة الإسلامية أو بالرسول الكريم. هناك عدد من الكتاب المسلمين العرب (التابعين للمتضررين من المقاطعة) كتبوا كثيراً عن الأضرار التي ستصيبنا جراء مقاطعة بضائع من يسيء إلى ديننا... وتكلموا كثيراً عن عدم جدوى المقاطعة... وبعضهم أخذ يقترح إلقاء المحاضرات عليهم... والصرف عليها من أموال تبرعات يدفعها المسلمون وتجمع في حساب مصرفي (الله العالم من يسيطر عليه)... مهما كتب اولئك عن عدم جدوى مقاطعة المنتجات الدنماركية... ومهما كتبوا عن موضوعات وحركات بديلة عن المقاطعة... فإنهم لن يحرزوا أي تقدم في هذا الموضوع. السبب الأول هو أن المسلم العربي أو الساكن في بلاد العرب والذي يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والله أكبر... الملتزم بدينه وبنصرة نبيه الكريم محمد (ص) لا يمكن أن يشتري بضاعة من بلد يسمح ويدافع عن من يسيء إليه... ولا يمكن أن يتقبل فكرة الذهاب إليهم وإعطائهم محاضرات... وفوق ذلك يدفع دولاراً للمشاركة. والسبب الآخر هو أن الغالبية العظمى من المسلمين هم من غير العرب... فالمسلمون في إيران وأفغانستان وأندونيسيا وماليزيا والفلبين وباقي دول شرق آسيا، إضافة إلى الموجودين في تركيا وفي باقي أنحاء العالم عددهم يفوق المليارات من البشر... وهم ملتزمون بدينهم الإسلامي أشد الالتزام .. ولا يصغون للكتاب أو لكل من ينادي بالمحاضرات والتفاهم بدلاً من مقاطعة البضائع لكل دولة لا تحترم دينهم ولا رسولهم.

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1258 - الثلثاء 14 فبراير 2006م الموافق 15 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً