العدد 1258 - الثلثاء 14 فبراير 2006م الموافق 15 محرم 1427هـ

الحريري وانتصارشجرة الياسمين على القنبلة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

إلى الشهيد رفيق الحريري بعد التحية والسلام... لا أعلم كيف نبدأ وأنت بعيد في ضريح مليء بالجمال والحب والحزن أيضاً.

أوضاعنا السياسية ليست بخير فمد فارقتنا ونحن نبحث عنك، عن مصلح حوّل الركام في بلاده الى عمران وابنية ذهبية يستظل بظلالها الفقراء.

إلى رجل لم تعلق بيده دماء ابرياء ولم يحرق غصن زيتون ولم يتورط في حرب أهلية قتلت الوطن وبيروت ست الدنيا.

لقد نثرت السكر وحبات الأرز على الوحدة الوطنية فلم تفرق بين طائفة وطائفة ومسلم ومسيحي. ابتعثتهم جميعاً إلى الدراسة في الخارج وكأنهم ابناؤك. كم رأيناك وانت تجمع الأوسمة والشهادات الجامعية لهم تحت خيمتك الانسانية. رحلت وبعدك خرجت الطوائف لتشهد بعطائك وبأمور انت لم تقلها كنت تقوم بها في الخفاء.

ما أروعك وانت تستبدل بالبندقية من يد الشاب اللبناني شهادة اكاديمية في العلم والمعرفة.

ما أروعك وانت تعزف سمفونيات المحبة للوحدة الانسانية تصلي في المسجد ثم تذهب لتعطي الحب والسلام لتمنح التعايش والتسامح في الكنيسة. لأول مرة نرى اختلاط دقات أجراس الكنائس واصوات الاذان في جنازة. حتى في رحيلك أردت ان يكون الرحيل عناقا واي عناق؟عناق الوطن بالدين ،عناق يقود إلى المستقبل بعيدا عن لغة الحراب والبارود.

استبدلت لبنان من لبنان المنقسم الى لبنان الموحد، ومن لبنان القديم الى لبنان يضج حداثة وتنمية وتطورا. من لبنان الشعارات إلى لبنان الواقعية والعمران. ووضعت مكان الثكنة العسكرية مصرفا وبدل الحرائق زرعت وردا ولو ترك لك الأمر لجعلت مكان كل مفرزة امن مركزا صحيا.

ما أجمل الرئيس المبدع والقائد الذي يحول السجون إلى مدارس وجامعات. كفانا موتا وخرابا وضياعا! كفانا أسلحة وتعصبا وعدمية. كرهنا التطرف نريد حبا، نريد جمالا.

ان كان عبدالناصر اسس للثورية ذات يوم فأنت أسست للعمران. فان كان هو جيفارا العرب فأنت مهاتيرها. تلك مرحلة لها استحقاقها وهذه لها اكبر من استحقاق. انك اكبر من الشرنقات الحزبية، أكبر من الفئوية، واكبرمن سجون الايديولوجيات. ان كانوا عصابيين فانت أبو العقل وابو الانفتاح. لن يمر على لبنان فارس مثلك مهما كان كبر من يمتطي صهوة الجواد. ولن تشرق على بيروت شمس كشمس ابداعك ولا نهر أعمق من نهر وحدتك ولا مطر أغزر من مطر عطائك. لقد كبرت حتى اتسعت حتى أصبحت مخيفا. فان كان الرؤساء يضعون دولهم في الدنيا فأنت وضعت الدنيا في دولتك، علاقات دولية أكبر من العالم العربي وليتك لم تكن عربيا. فالعرب لايحبون العظماء ان كانوا اوتادا. ولو كنت في الغرب لقدسوك واستسقوا بك الغمام وزرعوك لغة للإبداع يعلمون أطفالهم كيف يصلون الى ذروتها. ذنبك الوحيد انك اردت ان توقد مصباحا في ليل جاهليتهم لكن يد الغدرلم تترك تصل للدارلهذا بقيت الجاهلية وبقي الانكشاريون وغاب القمر الجميل وفي بيروت «وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر». «اضاعوه واي فتى اضاعوا». في كل 14 فبراير/ شباط ستأتينا لتطرق بيوتنا العربية لتذكرنا بالحب والوطن والجمال والتنمية والاعتدال في زمن يعيش على القهر والاحتراق والعدمية.

سلام الى عينيك إذ يستقر النورس والقلم والمسجد والكنيسة. دعنا نقول لك: انا نحبك وضريحك سيتحول الى مزار للحرية والتنمية

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1258 - الثلثاء 14 فبراير 2006م الموافق 15 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً