جاءت نتيجة الإخفاق الآسيوية لكرة اليد لتتبع الانتكاسات السابقة التي حصل عليها منتخبا القدم والطائرة في مشاركاتهما الماضية في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ولترسل إلينا رسالة مفادها أن «الحلم المونديالي ممنوع» في كل الاستحقاقات التي ندخلها بحلم ونخرج منها بكابوس.
وما نتيجة الخروج من تصفيات البطولة الثالثة عشرة والمقامة حالياً في تايلند لرجال منتخبنا لكرة اليد إلا دليل على سوء التخطيط الذي تعيشه الرياضة في مملكتنا الحبيبة، نتيجة عدة عوامل قد لا يلتفت إليها البعض ويستهان بها.
كنت من أشد المتشائمين في مشاركة المنتخب بعد البرنامج المتواضع الذي دخله المنتخب على رغم المباريات العشر التي لعبها مع المنتخبات التي جاءت غالبيتها دون المستوى، فهل يعقل أن يفشل اتحاد اليد أن يجهز معسكراً خارجياً لمنتخب مقبل على تصفيات التأهيل لأقوى بطولات اليد العالمية، إذ إن مثل هذه البطولات لا تحتاج إلى مثل هذا الإعداد، وإنما العمل على إيجاد أفضل الإمكانات وخصوصاً مع وجود أكثر من عنصر فعال في الاتحاد القادرين على توفير التمويل اللازم والكافي، كما حدث في رعاية بنك البحرين والكويت للمنتخبات المدعوة من الاتحاد، وكان الحرياً من الاتحاد نقل هذه الرعاية إلى معسكر خارجي يجمع اللاعبين لا كما حصل من تجمعات يومية لم تكتمل إلا في مراحلها الأخيرة.
حقيقة... حرام علينا أن نتأهل ونحن الذين لم نجتهد كما فعلت مثلاً الكويت أو قطر أو الأردن التي صرفت على الإعداد أموالاً طائلةً وقامت برحلات جوية إلى أبعد البلدان لكي تحضّر للبطولة بشكل جيد. ثم لماذا هذا المستوى المتذبذب الذي يقدمه اللاعبون الذين يتحمّلون جانباً كبيراً من الأخطاء في فقدان فرصة التأهل، وذلك بضياع غالبية الفرص والانفرادات ورميات الجزاء التي يكون فيها اللاعب فائزاً على الحارس بنسبة 99 في المئة، وصحيح ما قيل «لكل مجتهد نصيب».
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1258 - الثلثاء 14 فبراير 2006م الموافق 15 محرم 1427هـ