يبدو أن السيناريو الذي كانت تراهن عليه الدولة العبرية عقب فوز «حماس» بالانتخابات التشريعية الفلسطينية ألا وهو مقاطعة المجتمع الدولي للحركة الإسلامية في طريقه إلى الانهيار، اذ لقي هذا التكتيك الإسرائيلي انتكاستين كبيرتين، مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التحاور مع «حماس» التي دعمتها فرنسا، والدعوة التركية للحركة بزيارة أنقرة الحليفة الاستراتيجية لتل أبيب في المنطقة.

لقد أثارت هاتان النكستان استياءاً شديداً لدى «إسرائيل» التي انتقدت موسكو بشدة ومارست إلى جانب الولايات المتحدة ضغوطاً على روسيا، رغم أن الموقف الروسي لا يتناقض مع مقررات اللجنة الرباعية التي لم تنص على عدم التحدث والتفاوض مع «حماس».

لكن أخشى ما يخشاه المرء ان تؤثر ضغوط اللوبي الصهيوني على موقف بوتين الذي لا يرى إرهاباً في حركة تناضل من أجل الحرية، ولكن لدى بوتين سابقة في التخاذل حينما دعا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يعقد في موسكو وتراجع عن ذلك بعيد زيارته «إسرائيل» العام الماضي.

ولذلك أمام المجتمع الدولي الآن 3 سيناريوهات محتملة، أحدها متفائل والآخر متشائم والثالث بين الاثنين، عليه ان يختار أيها يريد، فالسيناريو المتفائل يتمثل في أن المجلس التشريعي الفلسطيني سيؤدي اليمين الدستورية السبت ومن ثم تشكل الحكومة الجديدة، ونتوقع هنا تفعيل مبادرات الحوار مع «حماس» ومنحها الشرعية.

أما السيناريو المتشائم أن ترفض حركة «فتح» المشاركة في الحكومة وتسعى إلى اضعافها وقد لاح هذا السيناريو من الآن بتوسيع صلاحيات الرئيس محمود عباس من قبل المجلس التشريعي المنتهية صلاحيته الأمر الذي وصفته «حماس» بالانقلاب الأبيض، علاوة على ذلك إذا نجحت واشنطن وتل أبيب في تأليب المجتمع الدولي على «حماس»، وأحجمت الدول العربية عن دعمها، وبالتالي ستحل الفوضى في الشارع الفلسطيني.

والسيناريو الأخير أن ينقسم المجتمع الدولي تجاه الحكومة الجديدة ويصلها بعض الدعم بينما تواصل «إسرائيل» مشروعاتها الأحادية الجانب، ومن ثم تستمر الدوامة نفسها،لا تقدم في المفاوضات، ولا حل نهائي وستثبت الدول الغربية عندئذ أن ديمقراطياتها مفصلة على قدر مصالحها