العدد 1258 - الثلثاء 14 فبراير 2006م الموافق 15 محرم 1427هـ

دمشق تنام عارية...

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

لاشك أن التحالفات الجديدة للمعارضة السورية في الخارج تعطي دلالات بعيدة، إلا أن الولايات المتحدة مازالت غير جادة في الاعتماد على هذا الخيار التقليدي حتى الآن، لا يمكن أن نهمل احتمالية نجاح الدبلوماسية الأميركية في صناعة معارضة سياسية سورية مقنعة للداخل السوري المتماسك والمتمترس خلف الأسد، وبفضل الأميركيين أيضاً.

عملياً، تمتلك الولايات المتحدة ثلاث استراتيجيات/تكتيكات في تفعيل خياراتها السياسية المعادية لأية دولة ما، الأولى تقف عند عسكرة ردودها مباشرة. والثاني، خيار التجويع والاقتصاد المشلول، ويتمثل في العقوبات الاقتصادية. أما الثالث، فهو خيار الضرب بالتكتيكين معاً، وهو الأكثر وجعاً، وفاعلية.

الأميركيون استطاعوا التقدم في ملفهم السوري، والدبلوماسية السورية تمر بأوقات صعبة. الخيارات محدودة، وثمة أكثر من جبهة لابد من التعامل معها في التوقيت نفسه، الشبحية الأميركية اللبنانية من جهة، والداخل السوري «غير المضمون» من جهة أخرى، وتبقى ركائز الدعم غير واضحة، فطهران ليست أحسن حالاً من دمشق. أما الصين وروسيا فهما كالمعتاد «جعجعة.. بلا طحين». لذلك، تنام دمشق في هذه الأيام الباردة «عارية»!

كان مفاجئاً ما تم في الملف السوري خلال السنة الماضية، فمنذ اغتيال الرئيس الحريري ومسلسل الحوادث يتفاقم على الجميع. وإذا ما أهملنا التحقيق الدولي ونتائجه المثيرة للجدل، فإن «دمشق» هي أكثر الأطراف التي استنزفت في تسديد فاتورة الاغتيال باهضة الثمن.

الدبلوماسية الأميركية أصبحت قادرة اليوم أكثر على إتمام سياسة التحويط على دمشق، والتغول الإعلامي اللبناني الفريد من نوعه يساهم في هذا التحويط السياسي لدمشق، الإعلاميون اللبنانيون من قوى الرابع عشر من آذار يصيغون خطابا إعلامياً بارعاً في صناعة رأي عام عربي يقبل - ولو على مراحل - بطريقة إدارة الولايات المتحدة للملف السوري، وفي المجمل العام، تعيش الولايات المتحدة في بيروت أزهى أيامها.

«التحالفات الجديدة»، وعلى رغم خلافاتها التاريخية توافقت تحت الرعاية الأميركية، وينتظر لها أن تبدأ في الحضور الإعلامي خلال الأشهر القليلة المقبلة، على أن بعضاً من الخلل او الفوضى في الداخل السوري ضرورة مهمة في اكتمال سيناريو التوافق الجديد، ودعامة مهمة حتى يستطيع التحالف الجديد على البروز والتحدي من جهة، وعلى اكتمال صورة الخيار السياسي البديل للنظام الموجود من جهة أخرى.

الذي لابد أن لا نتوقعه أن تكون الدبلوماسية الأميركية قد ساهمت في صوغ هذا التوافق من باب «العبث» أو «الخدمات الاجتماعية»، فالولايات المتحدة ليست «مؤسسة خيرية دولية» ولابد أن يكون لهذا التحالف الجديد توظيف سياسي مقبل، ستكشف عنه الأيام المقبلة بالتفصيل

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1258 - الثلثاء 14 فبراير 2006م الموافق 15 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً