رؤساء تحرير الصحف المحلية كانوا ضمن الوفد الذي صاحب زيارة سمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة لتركيا... وأثناء السفر تحدث سموه مع الصحافيين عن الهموم المشتركة، وكيف أننا في البحرين بحاجة إلى أن نعطي الجانب التنموي أهمية متوازية مع الاهتمامات الأخرى. وتطرق سمو رئيس الوزراء إلى الريادة البحرينية في العقود الماضية التي أنتجت مشروعات مثل طيران الخليج والحوض الجاف وألبا وغيرها، وكيف استطاع البحرينيون أن ينوعوا اقتصادهم قبل غيرهم.

والسؤال الذي طُرح أثناء الحديث: هل البحرين بحاجة إلى دراسات واستشارات لكي تتحرك العجلة التنموية وتنهض إلى المستوى المؤمل منها كما كانت في السابق؟ وهذا السؤال له مشروعيته، لأن كثيراً من القضايا واضحة ولا تحتاج إلى كثير من التنظير، على رغم عدم التقليل من أهمية الاستشارات، فالبحرين تحدثت عن السياحة العلاجية منذ سنوات، وهذه بالإمكان النهوض بها مع تركيز أكبر على الجهود وتسهيلات في البنية التحتية لترغيب القطاع الخاص في الدخول في هذا المجال الاستثماري.

كما أن البحرين كانت تتحدث عن إمكان النهوض بسوق التدريب والتعليم المتطور الذي يلائم متطلبات السوق المحلية والخليجية... وجميع هذه الأفكار كانت مطروحة في البحرين، ولكن هناك من سارع إلى تنفيذها.

الجانب التنموي لا يمكن الاستهانة به، والزيارة لتركيا تأتي ضمن تطوير العلاقات مع دولة إسلامية تحتل موقع الربط بين أوروبا والشرق الأوسط، وهي دولة لديها من إمكانات النمو والتوسع في الاستثمارات في منطقتنا الكثير.

في الحوار مع سمو رئيس الوزراء، تكرر موضوع حجم البحرين الصغير، لكن آمال وإمكانات البحرينيين أكبر، وان أهل البحرين عبر تكاتفهم وتضامنهم يستطيعون الأخذ بزمام المبادرة.

بعض المداخلات تحدثت عن الأجواء المعوقة للاستثمار التي تنطلق أحياناً بسبب عدم قيام المؤسسات الحكومية والأهلية بدورها في نشر الوعي بأهمية نشر ثقافة الترحيب بالآخرين، وعدم إطلاق التصريحات أو إصدار القرارات التي ترغّب المستثمر المحلي والخليجي.

القضايا التي تطرق إليها حديث سمو رئيس الوزراء مشتركة والحديث بشأنها يفسح المجال لتوضيح سبل التعامل معها، ولعلنا نمتلك من وسائل الإعلام والاتصال والعمل الشعبي والبرلماني ما يؤهلنا لتوسيع دائرة الاهتمامات لتشمل الجوانب التنموية.