أدى الارتفاع الملحوظ والسريع في درجة حرارة الجو خلال اليومين الماضيين (الأحد والاثنين) إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات استهلاك الكهرباء، إذ استهلكت البحرين 75 في المئة من إجمالي القدرة المتاحة من الطاقة الكهربائية المنتجة. وتعود أسباب ذلك إلى ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة النسبية. وسجل يوم أمس الأول (الأحد) أقصى حمل كهربائي للعام 2009 بـ 2170 ميغاوات عند الظهيرة وبـ 2022 ليلا من إجمالي القدرة المتاحة البالغة 2750 ميغاوات بحسب آخر مؤشرات الهيئة بشأن الاستهلاك اليومي للطاقة.

ولعبت درجة الحرارة التي بلغت أكثر من 45 درجة مئوية، وفوق المعدل الطبيعي وفقا لإدارة الأرصاد الجوية دورا كبيرا، لتستهلك البحرين أكثر من 75 في المئة من الطاقة المتوافرة بعد أن كان المعدل مستقرا نسبيا طيلة الأشهر الستة أو السبعة الماضية تحت معدل استهلاكي لم يتجاوز الـ 1000 ميغاوات.

5 محطات لتوليد الطاقة

ويُتوقع أن ترتفع معدلات استهلاك الكهرباء تدريجيا مع ارتفاع درجة الحرارة الكبرى وتزامنا مع توغل فصل الصيف، علما أن معدلات استهلاك المياه ترتفع بنسبة متفاوتة أيضا مقارنة بالكهرباء.

وتوفر هيئة الكهرباء والماء حاليا عبر 5 محطات توليد للطاقة في البحرين قدرة إنتاجية لتغطية أكثر من 2770 ميغاوات، مع العلم أن البحرين تستهلك خلال أوقات الذروة من الصيف أكثر من 90 في المئة من الطاقة المنتجة يوميا.

وتعكف هيئة الكهرباء والماء حاليا على زيادة الطاقة الإنتاجية في المياه والكهرباء لتفادي أية مشكلات طارئة خلال موسم الصيف خصوصا، وذلك بالعمل على تطوير شبكات النقل والخطوط الفرعية الموصلة للطاقة، بالإَضافة إلى تحفيز أنابيب نقل المياه لنقل كميات أكبر من المحطات الرئيسية إلى الفرعية الموزعة، إذ بدأت الهيئة في إعداد وتصميم وتنفيذ أكثر من 400 مشروع لتقوية شبكات الجهد المنخفض للكهرباء بجميع محافظات البحرين منذ صيف العام 2008، وتم الانتهاء من عدد كبير منها لحد الآن، إلى جانب مشاريع المياه، وذلك من خلال مد كابلات إضافية لاستيعاب الأحمال الكهربائية المرتفعة، وكذلك استبدال محولات المحطات الفرعية بمحولات ذات سعات كهربائية أكبر حجما.

وانتهت الهيئة من أعمال إنشاء عدد كبير من المحطات الكهربائية الفرعية في مختلف محافظات البحرين، وذلك لتلافي الأحمال الكهربائية على محطات ومحولات التوزيع في المحافظة وتحديدا في بعض المناطق التي تشهد حراكا عمرانيا وسكانيا كبيرا.

محطات فرعية جديدة

كما تسعى الهيئة للحصول على مواقع جديدة بغرض إنشاء محطات كهربائية فرعية جديدة مستقبلا لاستيعاب الأحمال الكهربائية الزائدة على الكابلات والمحطات الموجودة. وذلك بهدف الحد من الانقطاعات المتكررة التي واجهتها الشبكة في صيف الأعوام الماضية، ورفع مستوى أداء واعتمادية شبكة توزيع الكهرباء.

وتعقيبا على ذلك، قام مؤخرا نائب الرئيس التنفيذي للشئون الإدارية والمالية رئيس لجنة متابعة تصميم وتنفيذ مشاريع تقوية شبكتي نقل وتوزيع الكهرباء الشيخ نواف بن إبراهيم آل خليفة، بزيارة تفقدية برفقة أعضاء اللجنة لمواقع عمل المشاريع الجديدة التي تسعى الهيئة لتنفيذها والتي تشمل محطات الكهرباء الفرعية، وتمديد خطوط نقل وتوزيع كهرباء في منطقتي سترة ونويدرات، وذلك للتأكد من إنجاز هذه المشاريع في موعدها المحدد قبل بداية صيف 2009 في إطار خطة الهيئة لمواجهة صيف 2009 والحد من الانقطاعات التي حدثت في صيف 2008، ورفع مستوى أداء وكفاءة شبكة توزيع الكهرباء للجهد 11 كيلوفولت.

وأبدى الشيخ نواف استعداده لكفالة هذا المشروع الذي يتم من خلاله الارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها الهيئة في ظل ما تشهده البحرين من تطورات في كل المجالات، بالإضافة إلى الاهتمام الذي توليه الحكومة بالمشاريع التنموية في كل المجالات والأصعدة التي تسعى لتنفيذها وتحقيقها لدفع عجلة التقدم وخدمة الصالح العام.