عرضت شبكة «اورو أوف نيوز» أخيراً صوراً وحشية تظهر سوء معاملة جنود بريطانيين لمجموعة من الصبية العراقيين في البصرة، وهذه الواقعة حدثت قبيل عامين تعكس قيام هؤلاء الجنود المحتلين بانتهاك حقوق السجناء عبر استخدام أبشع أنواع التعذيب بالهروات والعصي والركلات بالأقدام في سلسلة توازي حلقة الفضائح التي ارتكبها الجنود الأميركان في سجن أبو غريب. الحادثة تعيد بشريط الذكريات إلى الضجة التي أثارتها صور أبو غريب الفاضحة وتبرز مدى زيف ورداءة الشعارات الأميركية المزورة في توريد نظم الديمقراطية وتصديرها إلى أرض بلاد الرافدين. الإدارة البريطانية سارعت على غرار سابقتها الأميركية في البحث والتحقق في ملابسات وحيثيات الفضيحة التي من المتوقع أن تثير وتستهجن الرأي العام البريطاني قبل العربي واستنكاره لتلك الفضائح التي من المتوقع أن تجعل مصير رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير السياسي على المحك خصوصاً عقب التفجيرات التي استهدفت مدينة لندن وأسفرت عن مقتل عشرات الأبرياء. إذ أشارت آخر استطلاعات الرأي إلى عزوف غالبية البريطانيين عن تأييد بلير وتفضيلهم وزير الخزانة غوردن براون لخلافة بلير في رئاسة الحكومة. يا ترى إلى أي مدى ستلقى هذه الصور أصداء داخل الوسط البريطاني وتأثيرها المقبل على مستقبل بلير وكشف خروقاته التي تعاون فيها بالخفاء مع حليفة الرئيس الأميركي جورج بوش وانتهاكه مسبقا للشرعية الدولية في غزو العراق بذريعة أسلحة الدمار الكاذبة والماثلة أمام أعين الجميع بأنها مختلقة لأجل التغلغل في تقرير وتحديد مصير امتنا ووضعها تحت نير الاحتلال والمجازر الوحشية الماثلة أمام عدسة الفضائيات الغربية قبل العربية وذلك تحت لواء الديمقراطية وحرية التعبير.