عندما دفع ملك المغرب نحو 150 مليون دولار لتعويض ضحايا التعذيب في المغرب، هل اهتزت صورة الحكم في المغرب؟ وهل جعل السلطة هناك في موقف الضعيف أم موقف القوي؟ وهل أساء ذلك إلى سمعة المغرب أم أحسن إليها؟ لعل الجواب على هذه الأسئلة يكمن في سؤال آخر، هو أنه عندما أعلن جلالة الملك في العام 2001 عفوا شاملا عن السجناء السياسيين في البحرين، وكان من بينهم 3 ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام من دون وجه حق هل أساءت تلك الخطوة الجريئة إلى البحرين أم أحسنت إليها عربيا وعالميا؟ التعويض عن الحياة في غياهب السجون، والإبعاد عن الوطن هل يمكن أن يسيء إلى سمعة البحرين؟ ربما يسيء فعلا إلى سمعتها ولكن من وجهة نظر الذين كانوا يتلذذون بتعذيب الأبرياء، ويسترزقون بالتنكيل بالضعفاء. التعويض عن الأيام الحالكة التي مرت بها البحرين في حقبة أمن الدولة، سيرسخ الاستغناء عن مثل هذا القانون البائد، وسيؤكد من جديد النية في طي صفحة الماضي المظلم، وفتح صفحة حاضر مضيء تتبع صفحة مستقبل مشرق. تأكيد مبدأ التعويض لا يعني أن المال يمكن أن يعوض سهر الأم وهي تنتظر ابنها، وكثيرات هن الأمهات اللاتي فارقن الحياة قبل أن يفارق أبناؤهن زنازين الاضطهاد، وهل يمكن تعويض لحظة من تلك اللحظات؟ إلا أن تعويض ما لا يعوض سيمسح جزءا من المأساة التي تقض مضاجع مئات الأسر.
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1257 - الإثنين 13 فبراير 2006م الموافق 14 محرم 1427هـ