لا أحد ينكر مشاهداته المتكررة للمثليين في البحرين، وحضورهم في شتى الأمكنة، ولا تكاد تخلو منطقة ترفيهية في المنامة من مجموعة من المثليين الذين ينافسون الفتيات «غنجاً» و«ميوعة». تعج المقاهي والفنادق البحرينية بالمثليين المرافقين لفتيات الهوى، إذ يعمد المثلي الرجل إلى الالتصاق بالفتيات، خصوصاً في الملاهي الليلية بالفنادق البعيدة عن الأعين، ولسنا نذيع سراً، فمشاهدة المثليين أمام الفنادق البحرينية بعد الساعة الواحدة من منتصف الليل، ليست من قائمة «المفاجآت»!
لا صراعات... لا أصوات...
المثليون في البحرين «مسالمون» اجتماعياً وقانونياً، هم في الغالب لا يشكلون أو يمتلكون حتى اليوم أي حضور قانوني أو اجتماعي ضاغط. إلا أن التباشير بالحرية التي تنتشر في مواقع المثليين الإلكترونية تنبئ بأن ساعة المطالبة بالحرية «قادمة لا محالة...»؟ لم تشهد البحرين حتى اليوم مطالبات «رسمية» من المثليين بحقوق سياسية أو قانونية، أو حتى اجتماعية، ولا يمنعنا هذا من التساؤل البريء عن الموقف السياسي والاجتماعي الرسمي في حال نشطت مطالبات بالاعتراف الرسمي، أو بالمطالبة بعقود زواج مدنية بين المثليين. ولا أعتقد ان الجدل الذي صاحب الحملة الترويجية لقانون الأسرة يحتمل مثل هذه القنبلة، من جانب آخر، تبقى الفئة الثانية من «العرب الجدد» متمترسة عن الصحافة او الإعلام او المطالبة بأي شيء، مجموعاتهم المشغولة «بالسينما، الرقص والموسيقى» كما تذهب إحدى الدراسات المصرية التي قامت بدراسة اهتمامات هذه المجموعات من العرب الجدد لا تحمل أي أبعاد سياسية أو اجتماعية إلا فيما ما يتخطى الاهتمام الثالث عشر كما بينت الدراسة المصرية. قد تكون «الحريات الشخصية» هي محور الاهتمام الأول فيما ستنهض به المجموعات المتعصرنة من العرب الجدد، المزيد من الحرية، المزيد من الاستمتاع بالوقت، فالعرب التقليديون لا يجيدون الاستمتاع بأوقاتهم، إذ يشغلون أوقاتهم في الغالب بقضايا لا يهتم لها هؤلاء، قضايا «الدين» و «القومية»، «فلسطين»، «العراق» كلها خلف التاريخ، او في حقيقة الأمر، هي قضايا لا تتعرف عليها ذاكرتهم أو مخيلتهم المشغولة.
المثليون والصحافة...
«المثليون» في البحرين قضاياهم هادئة، تطالعنا الصحافة بأخبار محاكمات قضائية بتهم أخلاقية لبعض المثليين بين فترة وأخرى، إلا أن زيادة الوتيرة في نشر هذه الأخبار أضحت ملاحظة. ما يجعلنا نتساءل عن مدى القبول باحتمال أن توجه إحدى المنظمات الدولية لحقوق الإنسان اللائمة على الحكومة البحرينية بأنها «تقمع المثليين» أو «لا تحترمهم»، ولا ندري ما هو الموقف الحقوقي الذي ستنتهجه «المؤسسات الحقوقية البحرينية» في التعامل مع هذا الملف الشائك، الحقوقي البارز عبدالنبي العكري رفض فكرة الدفاع عن المثليين في المطلق العام، وتحدث عن تصنيف حقوق المثليين بأنه من الحقوق الفرعية خلاف الحقوق الرئيسية للإنسان. وبرر موقفه بأن هناك تباينات في القيم الثقافية بين مجتمع وآخر، والعهدان الدوليان يتمايزان حول هذه القيم، «لا... إلا إذا كانت مسألة قضية المثلي هي مسألة «مرضية»، كأن يكون المثلي مقراً بانه مريض ويحتاج لعلاج، أما «المثلية» كسلوك اجتماعي فلا». لكن العكري شدد على أن لا يكون التعامل معهم كالمجرمين. الظاهر لنا، أن المؤسسات الحقوقية البحرينية لن تجر نفسها للالتزام بمقررات ومبادئ حقوق الإنسان المتعلقة بالحرية الجنسية، ولن تتوافق مرئياتها ومواقفها مع ما تروج له وتتبناه منظمة العفو الدولية،. وهي لا تقبع في زاوية «الملامي»، حين تشتري رضا الشريحة الاجتماعية الأكبر على حساب «المثليين».
اليوم العالمي للمثليين...
وكما أن للوطن يومه، وللأم يومها، وللعمال يومهم، يعتبر يوم السابع عشر مايو/أيار يوماً عالمياً ضد إرهاب المثليين، ويعود السبب في اعتبار هذا اليوم مميزاً إلى أنه في 17 مايو العام 1990، نشرت دراسات وأبحاث في علم نفس تؤكد أن المثلية ليست مرضاً نفسياً، وارتأت منظمة الصحة العالمية آنذاك حذف الفقرة المتعلقة بأن «المثلية مرض نفسي». «المثليون» يمتلكون لوبي، بل هم «مشروع تخريبي» أنتجته الدول الغربية لتصدره للدول العربية، قد تكون هذه العبارات تقليدية بالشكل المقزز، الغريب في الأمر أن الغرب ذاته يعيش أزمة مع المثليين، المثليون لهم في الانتخابات الأميركية على سبيل المثال صولات وجولات. رجالاً كانوا أم فتيات، في إحدى الانتخابات الأميركية لرئاسة إحدى الولايات، اتهم المرشح للرئاسة بأنه عدو للمثليين، وبما أن أصوات هذه الفئة مؤثرة ومحورية، عزم المرشح المسكين على عقد مؤتمر صحافي يوضح فيه وجهة نظره. استأجر أحد المنتجعات لينتظر وسائل الإعلام وهو «عاري» في المسبح المائي بالمنتجع، وبجانبه رجل آخر «عاري»، أراد المرشح أن يبعث رسالة واضحة بأنه لا يحمل أي موقف سلبي تجاه المثليين. الغريب، أن الجمعيات والهيئات الإعلامية للمثليين خرجت في اليوم الثاني بعنوان مثير للغاية كتعليق على الحدث، كانت عنونة البيان أن ما فعله المرشح «كلمة حق... يراد بها باطل»، غربياً، تعتبر آخر نجاحات المثليين هي الاعتراف الرسمي بهم في السويد، إذ أقر حديثاً مجلس الكنائس في السويد زواج المثليين. ومن المنتظر أن تبدأ الكنائس مع هذا العام مباركة القران بين شخصين من جنس واحد،، وكانت بريطانيا قد أباحت الزواج المدني للمثليين يوم 5 ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي.
نجاحات اللوبي المثلي عربياً
عربياً، وجهت منظمة هيومان رايتس ووتش انتقادات حادة إلى مصر بسبب محاكمة المثليين جنسياً. وقالت المنظمة: «ان السلطات المصرية تقمع المثليين، وتعتقلهم، وتعذبهم». ونشرت المنظمة التقرير في العاصمة المصرية «القاهرة» بالتعاون مع 5 منظمات محلية لحقوق الانسان في مصر. وكان النشطاء المصريون في الماضي يترددون في التحدث عن قمع المثليين لأنه موضوع حساس بالنسبة إلى المجتمع المصري. وفي لبنان ما يزيد عن 13 منظمة وجمعية خاصة بالمثليين، ترعى مصالحهم وتهتم بالدفاع عنهم؟ تعتبر منظمة آثمثو أهمها وأكثرها قوة. من جانب آخر، تمثل «البحرين» و«دبي» المكان المفضل لحفلات المثليين في الخليج، إلا أن السلطات الرسمية البحرينية منعت حفلاً كبيراً للمثليين في العام 2003، اثر ضجة إعلامية على خلفية تحقيق أجراه الزميل حسين خلف على صفحات «الوسط». الرئيس الفرنسي جاك شيراك تدخل شخصياً لصالح المثليين في مصر، فيما تفد إلى العراق جمعيات أميركية لدعمهم هناك كما ذكرت تقارير صحافية نشرتها صحف ومواقع إخبارية عدة. استنكرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان «قيام السلطات السعودية باعتقال 100 شخص في مدينة جدة يعتقد أنهم شواذ، وحكمت على الكثير منهم بالسجن عامين»، ونقلت المنظمة عن تقرير إخباري سعودي أن «هؤلاء الأشخاص كانوا يرقصون ويتصرفون كالنساء». كما تعرض الشواذ في قطاع غزة والضفة الغربية الفلسطينيتين للاضطهاد، وهذا ما دفع هؤلاء للجوء إلى «إسرائيل» إذ تتسامح الحكومة الإسرائيلية مع الشواذ. وقد احتفل الشواذ الفلسطينيون والإسرائيليون بيوم المثليين في «إسرائيل». (المصدر: موقع العربية) وفي العراق، أدى إدخال الشريعة إلى الدستور العراقي هناك إلى قلق مدير موقع يروج للشواذ جنسياً، وهو موقع «baghdad blogger»، وأبدى المثليون العراقيون التخوف من تصريحات «ليث كبة» المتحدث باسم الحكومة العراقية والتي تذهب إلى أن المثليين خارج اهتمامات حكومة الجعفري،. (الكثير من المعلومات في هذا التقرير منقولة من مراجع إلكترونية عدة)
العدد 1257 - الإثنين 13 فبراير 2006م الموافق 14 محرم 1427هـ