العدد 1257 - الإثنين 13 فبراير 2006م الموافق 14 محرم 1427هـ

تحميهم «الأمركة» و«الأمم المتحدة» ويعاديهم «الدين» قبل كل شيء!

قريباً... «المثليون والعرب المتعصرنون» يطلبون حريتهم

إنهم لا يتصنعون ما هم عليه، ولا يتبجحون في محاولة لاستفزاز الآخرين، ولا يحملون طموحات سياسية، هذه ببساطة «طبيعتهم»،، ينظر لهم المجتمع بـ «الاشمئزاز» و«الاحتقار»، وتتساوى جميع الفئات الاجتماعية الكلاسيكية في رشقهم بسلسلة من الاتهامات «العريضة». «الوسط» تفتح هذا الملف بأبعاده المتداخلة، من هؤلاء؟، هل هم حضور جديد لم يلتفت له أحد. هل هم «طبقة سفلى» في المجتمع، «المهمشون» اجتماعياً في منظومتنا العربية، والأقوياء دولياً حد التخمة. يستطيع أي فرد أن يهمشهم ويستصغر حضورهم الاجتماعي، فتنتهي المشكلة، إلا أن هذه «المجموعات»، هي أكثر مما نتوقع،. كان من السهل أن نلتقي برجل دين، ليتكرم علينا بمحاضرة في الانحرافات الدينية أو الأخلاقية لهذه المجموعات، وخطورة البعد الدين، أو أن نحاور «باحثاً اجتماعياً كلاسيكياً» فلا يضيف لنا أكثر مما يأخذ، إلا أننا نبحث عن قراءة مختلفة، وعن طرح مغاير. «العرب الجدد»، وتمثيلاً في هذه المجموعات المتخالفة والمتغايرة، والتي لا ترتهن لتقليد نسق الحياة الغربية بسذاجة السبعينات أو الثمانينات. «الغربيون» في بلاد شرقية متربصة بتراثها حد الملل. «المضطهدون» ­ كما يعبرون عن انفسهم ­ الذين تحميهم التشريعات الدولية ومواثيق حقوق الإنسان كافة. هؤلاء سيطالبون بحقوقهم ذات يوم، لتنتقل هذه المجموعات من عالم «السرية» و«الخوف»، إلى عالم «العلن» و«الحرية». «العرب الجدد» لهم ثقافتهم، وفلسفتهم، وأنماطهم الاجتماعية، لا يستطيع أي منا أن يتخذ لنفسه حقائق وهمية ينطلق منها في تحليل السلوك الاجتماعي لهذه المجموعات، مهما صغرت أو كبرت عضوياتها، أو تباينت مرتكزات تكونها، تبقى ظاهرة «العرب الجدد» قضية اجتماعية عصية على التحليل والتأويل. وإذا كان الأكاديمي نادر كاظم يذهب إلى إنهم «المهمشون القادمون»، فإن نصاً تحليليلاً وافياً لم نقرأه حتى الآن. يعتقد البعض أن «العرب الجدد» سيغيرون خريطة الاهتمامات السياسية والاجتماعية في الوطن العربي، وأنهم قادرون على طرح الجديد والمختلف في مجمل أحداثنا الاجتماعية، على أن تكون زاوية هذا «المختلف» مفتوحة إلى أقصى ما تستطيع أن تصل له أية مخيلة. ما يجب أن نشير إليه، أن هذه القراءة تحاول ملامسة الظاهرة من منطقة عليا، أكثر مما هي بصدد القيام بمهمة الصحافة التقليدية «المحاكمة». ليس ثمة نتائج أو توصيفات جاهزة لدينا، ولا نسعى أن نصور هذه المجموعات بأنها الخطر المحدق بالمجتمع، كما أننا نعتقد بأن حضورهم الاجتماعي يشغل حيزاً أكبر مما يريد البعض أن يعترف به. في حقيقة الأمر، هم جيل جديد لما تتضح معالمه، ولا ننكر أن السبر في ظاهرة «العرب الجدد» بشقيها، تتصف بالقلق. لهذا كانت «الوسط» في هذه الزاوية تبحث عن آراء مختلفة تعطي دلالات متباينة، لذلك اعتمدنا في تحليل البيانات على أن لا ننتصر لرؤية تحليلية دون أخرى، وأن نعرض أكبر قدر من البيانات التي استطعنا الحصول عليها. «العرب الجدد» ينقسمون إلى طبقتين رئيسيتين، طبقة تتمركز بداخلها قوائم المثليين «الشاذين جنسياً». وطبقة أخرى، هي أكثر اجتماعية وأقوم بالمقارنة، الطبقة الثانية تتصف بأنها «محط جدل»، هم أولئك «العرب الجدد» الذين لا يتحدثون العربية، الذين تراهم في المجموعات التجارية كمجموعات ترتدي ألبسة غريبة الشكل، ويتحدثون الإنجليزية بطلاقة، وغالباً ما يجعلون من بعض الإشارات ادوات تعريف لهم «لون معين»، «قلادة»، «لفظة إنجليزية». هم لا يصنفون في المجمل من المجموعات الشاذة ذاتها، إلا أنهم في منظور بعض الباحثين جزء من الظاهرة الكبرى «العرب الجدد»، على رغم المجازفة الواضحة في النزوح نحو هذا الاتجاه. البعض يحلل الأمر بأنه مجرد «ترف»،، والبعض الآخر يراهن على دراسات مهمة ذهبت إلى أن هذه المجموعات المتعصرنة تصب في صناعة أزمات الظاهرة الكبرى، والتي تتمثل في تكسير الأنموذج الاجتماعي العربي ككل، وأياً كانت مقومات التحليل وأدواته، فإن الموضوع بحد ذاته هو مسرح جدل لا محسوم. توصيفات، واتهامات متناثرة في شتى الاتجاهات، قصاصات أوراق تفتقد الترتيب، ظاهرة مجموعات العرب الجدد أشبه بالفوضى، وفي عمق هذه الفوضى، الكثير من الأسئلة، والقليل من الإجابات. أسئلة الإعلام التقليدية قد تكون مفيدة، إلا أن السؤال الأكثر صعوبة هو «لماذا»؟


«السحاقيات العرب» حقائق مخفية

للساحاقيات موقع مختصر بـ glas تم تأسيسه العام 1988، وفيه يعرف الشواذ العرب أنفسهم بأنهم جماعة تهدف إلى تحسين صورتها، وتعديل المفاهيم الخاطئة عنهم في كل الدول العربية، ينشرون صورهم عبر الانترنت من خلال جماعات، وكل جماعة من دولة معينة، ويحمل أعضاؤها اعلام بلادهم العربية في الصور نفسها. ­ المقر الرئيسي للسحاقيات العرب هو ولاية «مترو بوليتان» الأميركية. ­ ترأس المجموعة العربية: «سلطانة» و«أميرة» زعيمتا حركة السحاقيات في هذا الموقع، وينقل احد التقارير واحدة من أهم تصريحاتهم المطالبة بالحصول على حقوق السحاقيات داخل بلادهن العربية، تقول «سلطانة»: «إن الإنسان مطلق الحرية، ما دام لا يمس أنظمة الحكم، أو يدعو إلى الانقلاب عليها، لذلك فمن حق الإنسان أن يمارس حبه مع جنسه نفسه، وهذا شيء لا يدعو إلي قلق أحد». ­ يقدم الموقع الإرشادات لكل سحاقية عربية تزور أميركا لأول مرة، إذ يعرفهن على أماكن وجود أمثالهن من السحاقيات ومواعيد حضورهن، ومن الأماكن التي يوجدن فيها «مقهى فكتوري» بشارع كريستوفر في ولاية نيوجرسي، و«مطعم السلام» بالولاية نفسها، وتدير هذه المطاعم سلطانة زعيمة الحركة وملكة المخدرات العربية في أميركا، إذ تقدم لهن الزعيمة كل ما يحتجنه. ­ أهداف الرئيسة «سلطانة»... 10 أهداف رئيسية لمنظمة السحاقيات العرب وهي:

1 ­ إيجاد بيئة آمنة يسودها الاعتراف بكل امرأة عربية يتم وصفها بأنها سحاقية أو شاذة جنسياً.

2 ­ العمل على وحدة وتضامن السحاقيات العرب من كل الديانات والألوان والأعمار.

3 ­ العمل على تحسين صورة الشواذ العرب بكل أنواعهم وأصنافهم من خلال وسائل الإعلام والصحف.

4 ­ رفع المعاناة التي تقابلهن لممارسة حريتهن الجنسية داخل الدول العربية، عن طريق تأسيس وحدات خاصة بهن تدافع عنهن، وتسهل مهمة الاتصالات بينهن.

5 ­ ضرورة مشاركة المساحقات في حركات التحرير النسائية من أجل ضمان الدفاع عنهن.

6 ­ تبديد الصورة المظلمة التي رسمتها وسائل الإعلام عنهن.

7 ­ سن القوانين التي تكفل لهن حرية ممارسة الشذوذ من دون تعرض السلطات لهن.

8 ­ عدم مصادرة المواقع التي يبثنها عبر الانترنت حتى يتم الاتصال بين بعضهن البعض بطريقة سريعة.

9 ­ عدم مصادرة الكتب التي تصدر عنهن والمنشورات التي توضح طبيعة حياتهن

10 ­ العودة إلى الدول العربية للم شملهن والسماح لهن بإعداد المنتديات والمؤتمرات وحلقات النقاش. ­ يوجه هذا الموقع رسالة لكل سحاقية تخاف أن تفصح عن شخصيتها، وتؤكد لها رفيقاتها أنه في القريب ستستطيع أن تفعل ذلك، وتمارس حقوقها وسط احترام الجميع، بعد أن يتم الاعتراف بهن كأشخاص لهن طابعهن الخاص، وعلى كل من تريد الانضمام إلى الجمعية أن ترسل برسالة عبر الموقع تطلب فيها الاشتراك حتى يتم التعرف عليها وانتشالها من وسط القهر الذي تعيش فيه!


«قوانين حمايتهم» تكسر «رجال الدين» و«الحكومات» معاً

يعتقد البعض أن العبث مع هذه المجموعات على اختلاف تنوعاتها عملية سهلة، وأن الدول العربية تملك خيار قمعها متى أحست بخطورتها، الذي لا يدركه البعض هو ان حجم الحماية الدولية «مكلف» لمن يفكر في تجاوزه. الصنف المتعصرن «المتأمرك» من المجموعات فهم صنيعة الكونية الجديدة، فقمعهم هو أشبه بالتمزيق المتعمد للذات، سنستعرض خلال هذا التقرير مشروعات الحماية لأكثر المجموعات «إثارة للجدل»، وهي مجموعة «اللوطيين والسحاقيات». أميركياً، ثمة 36 ولاية تسمح بزواج المثليين، وخمس ولايات مازالت تدرس المشروعات المتعلقة بالسماح القانوني لهذا الإرتباط الجديد، وفي دراسة جديدة أجرتها «منظمة العفو الدولية» تشير المنظمة إلى أن السحاقيات واللوطيين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسياً والشبان هم الأكثر تعرضاً للمعاناة على الأرجح»» وتدعو المنظمة «أجهزة الشرطة» إلى تحسين التدريب والمساءلة لهذه المجموعات. «الشرطة ليست هنا لتخدم الناس» بل لتخدم... في كل ليلة يقتادونني إلى زقاق ويخيرونني بين ممارسة الجنس معهم أو إيداعي السجن»، مقابلة أجرتها منظمة العفو الدولية مع امرأة متحولة جنسياً تنتمي إلى سكان أميركا الأصليين بولاية «لوس أنجليس». واستنكرت «منظمة العفو الدولية» في التقرير «إساءة المعاملة والانتهاكات التي ترتكبها الشرطة ضد السحاقيات واللوطيين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسياً واعتبرتها واسعة الانتشار في شتى أنحاء اميركا وتحدث معظمها بلا حسيب أو رقيب بسبب قلة البلاغات المقدمة حولها وانعدام وضوح السياسات والإجراءات أو التهاون في تطبيقها أو عدم وجودها أصلاً». تمتلك هذه الأطروحة العالمية الجديدة حماية دولية مميزة، فالمدير التنفيذي لفرع منظمة العفو الدولية وليام أف. شولتز فيندد ويقول: «في شتى أنحاء البلاد تعاني السحاقيات واللوطيون وثنائيو الجنس والمتحولون جنسياً من الظلم المتمثل بالتمييز والتغرير بهم والشتائم، فضلاً عن الضرب الوحشي والاعتداءات الجنسية على أيدي أولئك المسئولين عن حمايتهم ­ أي الشرطة»، وأضاف أن «البعض، بمن فيهم الأشخاص المتحولون جنسياً والملونون والشبان يعانون بدرجة غير متناسبة، وخصوصاً عندما يجعلهم الفقر عرضة للتشرد والاستغلال ويقل احتمال تعالي صيحات الرأي العام دفاعاً عنهم أو إجراء تدقيق رسمي في أوضاعهم. وإنه أمر مؤسف أن تسيء الشرطة استخدام سلطتها للتسبب بالمعاناة عوضاً عن منع حدوثها،». التقرير يزيد على 150 صفحة، عنوانه، «التسويف والعرقلة»: ويتضمن معلومات مستقاة من عدة مئات من ال

العدد 1257 - الإثنين 13 فبراير 2006م الموافق 14 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً