العدد 1256 - الأحد 12 فبراير 2006م الموافق 13 محرم 1427هـ

ردة فعل؟!

عمار عبدالعزيز comments [at] alwasatnews.com

-

لكل فعل ردة فعل... مساوية له في القوة معاكسة في الاتجاه، قاعدة علمية تنطبق على جميع العلوم، بما فيها علم الفيزياء والديناميكا وواقع حياتنا الاجتماعية اليومية على مستوى أفراد وجماعات وشعوب.

هل تخصصنا فيها كعادة تميزنا نحن فقط الشعوب العربية والإسلامية عن غيرنا من سائر الأمم؟ بأن تقتصر تحركاتنا على ردود الفعل الانفعالية.

فما دار أخيراً من إساءة احدى الصحف الدنماركية إلى شخص الرسول الكريم (ص)، والذي نستنكرها ونرفض قطعاً أن يمس رسولنا (ص) بأي شكل من الاشكال ، وهذا ما يستنكره جميع شباب مملكتنا البحرين بمختلف توجهاتهم كما أن كل الديانات والعقائد والأفكار ترفض ذلك، وهذا أثار حفيظة جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، ودفع بالشارع إلى أن يرد بأعمال احتجاجية انفعالية غاضبة.

في اعتقادي إن أساس المشكلة يكمن في نظرة الغرب إلى ثقافة شعوب هذه المنطقة عموماً وإلى الإسلام كدين خصوصاً. ولو أردنا أن نضع عدة تساؤلات نقيس بها ردود الفعل الشعبية التي صاحبت موجة الغضب العارمة في الشارع الإسلامي، ومدى تأثير هذه التحركات في وضع حد للمشكلة من أساسها، سنجد أن جميع هذه التحركات لم ولن تضع أي حل للمشكلة.

ربما تدفع هذه الأفعال إلى أن تقدم الحكومة والصحيفة الدنماركية اعتذاراً عن هذه الإساءة، لكنها لن تضع حلاً لها، بل على العكس من ذلك من الممكن أن يزيد هذا من تعقيد الوضع.

هذا يقودنا إلى سؤال آخر، من أين اخذ الغرب هذه الفكرة السيئة عن الإسلام؟ من الذي يتحمل الإساءة إلى الإسلام في بداية الأمر؟ أليست تلك المنظمات الأصولية الإرهابية التي حملت الإسلام شعاراً، وراحت تنسف وتفجر وتقتل وتنحر وتخطف كل من يختلف معها في الدين أو المذهب أو الرأي، باسم الدين والجهاد في أكثر من بقعة على الأرض، في أفغانستان والعراق والأردن والسعودية، حتى طالت هذه الأعمال الغرب في عقر داره متمثلة في حوادث الـ11 سبتمبر وتفجيرات قطارات مدريد ولندن. هذا من جانب، ومن جانب آخر الم يكن لنا نحن كشعوب دور في التستر والدعم المعنوي والمادي لمثل هذه الحركات، بعدم إدانتنا لها بشكل صريح وواضح. فأعطينا الغرب هذه الفرصة لكي يفهم الإسلام بصورة خاطئة متمثلة بالقتل وجز الرؤوس.

إن المطلوب منا كأفراد وشعوب أن ندرس تحركاتنا في مثل هذه المواقف وعلى مختلف الأصعدة بموضوعية وعقلانية وحكمة، بأن نحدد أسباب المشكلة ونختار الطرق الناجعة لمعالجتها بدقة، على المدى البعيد، ونبتعد عن ردود الفعل العاطفية والانفعالية التي تزيدها تعقيدا، بدلا من أن نكون تحت رحمة بعض الأفراد والجماعات التي تستغل هذه الظروف لخدمة مصالحها شخصية.

العدد 1256 - الأحد 12 فبراير 2006م الموافق 13 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً