شهدت الساحة العربية في خطوة غير عادية مولد أربع حكومات جديدة في أسبوع واحد، وان اختلفت الأسباب فان النتيجة واحدة، ولابد أن تثير ملاحظة كل مراقب للشأن العربي. فمن الكويت إلى الأمارات أدت حكومتان جديدتان القسم وذلك عقب تغيير وزاري فرضه الأمر الواقع بسبب رحيل قائدين عزيزين غيبهما الموت، وفي سورية واليمن تم إجراء تعديليين وزاريين في خطوة تمهد لإحداث نهضة تنموية وإصلاح سياسي أو هكذا ينبغي أن يكون.

الكويت وعقب أزمة سيطرت على عناوين الإعلام العربي تم تعيين الشيخ صباح الأحمد أميراً للبلاد وقام عقب أدائه اليمين بتسمية الشيخ ناصر المحمد رئيساً للوزراء وهو بدوره شكل سريعا حكومة ادخل فيها بعض التغييرات في الحقائب، لكن الاستحسان الذي وجده أسلوب نقل الأمارة للشيخ صباح لم يحدث بالنسبة للوزارة التي عاب عليها البعض خروج وزراء إصلاحيين.

الأمارات تولى الشيخ محمد بن راشد رئاسة الوزراء عقب وفاة شقيقه الشيخ مكتوم وهو بدوره شكل حكومة جديدة ادخل فيها عنصراً نسائياً ثانياً والغى بموجبه وزارة الإعلام وحمل وزيرها حقيبة الخارجية. ويتوقع من تلك الحكومة أن تواصل سياسة التطور والنماء لما عرف عن الشيخ محمد من بعد نظر وفراسة.

سورية شهدت تغييراً وزارياً واسعاً توقع البعض أن يكون أكثر شمولا ويدخل عناصر شابة في خطوة تمهد لمزيد من الإصلاح لمواجهة الهجمة الشرسة التي تواجهها. لكن التغيير أتى مع إبقاء رموز سياسة التشدد في مواقع الصدارة ففي حين ترك فاروق الشرع أخيراً وزارة الخارجية تم تنصيبه نائباً للرئيس مكلفا متابعة السياسة الخارجية والإعلامية ما يعني استمرار نهجه المرسوم في المرحلة المقبلة.

اليمن أجرت هي الأخرى تعديلا لضخ دماء جديدة تعمل على تطوير الأداء ومعدلات النمو والنهوض بمستوى المعيشة، وفيما كان البعض يتوقع تغيير وزير الداخلية بسبب (عار) فرار سجناء «القاعدة» إلا أن ذلك لم يتم ما يعني أن الأمر مرتبط بالإصلاح ليس إلا. نتمنى أن يكون هذا ديدن الحكومات العربية دوما وندعوها لوضع هموم الشعب والأمة في مقدمة أولوياتها.