العدد 1256 - الأحد 12 فبراير 2006م الموافق 13 محرم 1427هـ

أكسجين الحرية وصاعقة الكهرباء

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

كلما نشرنا أكسجين الحرية في أي بلد كلما اتسعت رقعة الابداع والإصلاح وعلاج الديمقراطية يضخ مزيداً من الديمقراطية خصوصاً في عالمنا العربي الذي يعاني منذ سنين من انيميا الحرية وفقر الدم في المشاركة السياسية.

رياح الإصلاح تجتاز المنطقة والإصلاح مطلوب في السلطة والمعارضة ومؤسسات المجتمع المدني وفي أية مؤسسة دينية أو ليبرالية أو قومية إلخ حتى تتماشى مع العصر. بالنسبة للسلطة بحاجة الى تقييم أداء كل وزير، ذلك أن هناك وزارات معرضة في أي وقت الى سقطة قلبية بسبب البيروقراطية ونوم الوزير وعدم اضفائه اي جديد في الوزارة سوى التصريحات الذهبية في الصحافة، ولو فتشت قلوب الموظفين لاكتشفت المآسى. والكثير منهم يخاف على رزقه من المافيات المتكتلة في بعض الوزارات.

عندما كنا في الحوزة كنا نقول عن بعض المؤسسات الدينية أن (الحواشي دواهي) كذلك اليوم حواشي وبطانة أي وزيرهي التي توصل له المعلومات الدقيقة من عدمها فهل كل وزير يمتلك حاشية واعية؟ أعرف بعض الوزراء عنده مجالس للنخب، بابه مفتوح يسمع من الجميع، يراقب الحدث، على تواصل مع المثقفين والنخب وحتى مع الناس، عنده القنوات التي توصله للجمهور وعندنا وزراء إذا طلب مدير إدارة في وزارة لقاءه لتوصيل معلومات دقيقة لتصحيح الوزارة يبقى أشهراً جالساً في انتظار الموعد المبجل مع الوزير.

سؤال: لماذا الناس يبقون سنينا يذكرون ويكررون اسم مسئول معين وفي ذات الوقت يعقدون المفارقة بينه وبين فلان الوزير أو المسئول السابق؟ ثقافة الوزير لها دور في تصحيح الوزارة وهل كل وزير مثقف يزن الأمور فيعطي القرار الصائب.

منطق الوزير وقدرته على الاقناع وتوصيل صورة الوزارة لها أيضاً دور كبير في ذلك. صدقية الوزير ما بين القول والفعل لها أيضاً مدخلية في كل الأمور.

وفي المقابل هناك وزراء كلما ازدادت قاعدتهم الرسمية والشعبية ازدادت خصومهم وهذا أمر طبيعي فالامام على يقول: «لا ينتهي الحاسد من حسدك حتى يموت احدكما».

بعض وزرائنا في البحرين يمتلكون طموحا في التغيير لكنهم يبتلون بجدران بشرية مصفحة ضد التحديث والتنمية والعمران والإصلاح أيضاً في ذات الوزارة، وهذا لا يبرر ابقاءهم والوزير مطالب بالانتقال من العقل التبريري الى العقل التفكيكي والتحديثي أيضاً.

سقوط طفلة فقيرة بصعق كهربي ليس حادثا عاديا وقبلها اكتشفت عائلة من المنامة تعيش في بيت اجار من قبل الأوقاف الجعفرية هددت بالطرد من قبل المحكمة بدعوى رفعتها عليها الأوقاف وأكثر من مرة يتعرض أبناؤها لصعق كهرباء بعد ذلك تم اخبار وزارة الإسكان وتم اعطاؤهم منزلا في مدينة حمد ولله الحمد. أقول: «موكل مرة تسلم الجرة».

وهذه المرة ذهبت هذه الطفلة كشمعة انطفأت في ليل جاهلية الاهمال، والسؤال: من المسئول عن موت الفقراء في البلد؟ أولاً: الوزارات، ثانياً: من يرسلون التبرعات للخارج والبلد يعج بالفقراء. وقبل عام ونصف العام تم جمع تبرعات من قبل إحدى المؤسسات الأهلية نصف مليون دينار الا قليلا من قبل الناس وتم ارسالها الى أكثر من بلد للفقراء خارج البحرين. الفقراء دائما هم الضحية. سقطت طائرة الركاب البحرينية قبل سنوات ولم نر مسئولا قدم استقالته. انقطعت الكهرباء عن كل البحرين ولم نجد مسئولا في الكهرباء اعتذر للناس فضلاً من أن يقدم استقالته.

في مصر قطارات تحترق وبنايات اسمنت مغشوش تشيد ثم تسقط وآخرها عبارة يموت ركابها كالقطط والاستقالة من مسئول. ماذا لو حدث ذلك في دول الغرب؟

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1256 - الأحد 12 فبراير 2006م الموافق 13 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً