تطوير الدوري الممتاز وإيصاله إلى الحال الساخنة من التنافس القوي بين أنديته يبقى هاجساً وأمنية طموحة لمن يعنيه هذا الشأن والذين ينشدون نجاح هذا الأمر. والجميع يتساءل لماذا نحن خارج الركب الخليجي؟ وما الذي جعلنا نصل إلى هذا الحد المتهالك من المستوى الفني خلال هذا الموسم مع أننا نمتلك ما لا يمتلكه الآخرون في دول المنطقة وهي الموهبة الكروية من الصغار إلى الكبار؟. السؤال الذي يطرح نفسه، من هو المسئول عن تردي وانهيار المستوى الفني للدوري؟ هل هي المؤسسة العامة أم اتحاد الكرة أم الأندية أم الإعلام الرياضي؟ إن اردنا أن نصل إلى الجواب الشافي فعلينا مناقشة دور هذه المؤسسات المترابطة، فأولاً نعتقد أن البنية التحتية المتمثلة في الملاعب لها الدور الكبير في تطوير أو انهيار الدوري فلا يجوز أبداً ونحن في القرن الحادي والعشرين أن نلعب على الملاعب الرملية وهذا الدور لابد أن يحرك المؤسسة العامة لإيجاد الحل عبر الملاعب الصالحة للعب )العشب الطبيعي وليس الاصطناعي( ونحن نعتقد أيضاً أنه متى ما وجدت هذه الملاعب الصالحة فإن المستوى سيرتفع من دون أي شك. ثانياً، إن اتحاد الكرة أيضاً عليه المسئولية وهو يتحمل أكبرها دون الأندية لأنه المعني الأول بتطوير الدوري عبر الأفكار والابتكارات الموسمية عن طريق تشكيل لجنة مختصة بهذا الجانب من عناصر ذات كفاءة عالية تضع تصوراتها التطويرية بعيداً عن القرارات الارتجالية والعشوائية. ثالثاً، نحن نرى أن الأندية دورها سلبي وهي غير متعاونة مع الاتحاد إلا ما ندر وهذا واضح من خلال الاجتماعات المنعقدة من أجل وضع الأفكار التشاورية للتطوير ولكن لم نجد أي نادٍ قام بعرض ورقة عمل تحمل الأفكار التطويرية وما لديها إلا الانتقادات غير البناءة وهي تتحمل المسئولية في هذا الجانب. رابعاً، أما عن الدور الإعلامي فنحن نعتقد أن من يقدم العرض الذي يفوق المستوى وهو يعتصر ألماً وحسرة من هذا الوضع المؤلم، وما نريده ونأمله أن تتحرك جميع الأطراف لوضع التصورات من أجل التطوير ولا يجوز التفرج من دون وضع اليد على الجرح ومعالجته
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1256 - الأحد 12 فبراير 2006م الموافق 13 محرم 1427هـ