العدد 1256 - الأحد 12 فبراير 2006م الموافق 13 محرم 1427هـ

مهرجان الملا عطية إضاءة تستحق الإشادة

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

البحرين وكعادتها في كل عام تجعل من شهر محرم الحرام شهراً للإبداع وشهراً للبذل، فالعطاء لا يتوقف عند حد معين ولاسيما في شهر محرم فعند الناس طاقة رهيبة يصرفونها في حب الإمام الحسين (ع) طمعاً في الأجر والثواب بلا كلل أو ملل، وهذا ما اعتاد عليه البحرينيون جمعياً بلا استثناء رجالاً ونساء وشباباً وصغاراً، فعاماً بعد عام نجد الإبداع يجد له طريقاً ويستمر بلا حدود، محرم هذا العام يطل علينا بباكورة عمل يحتذى به نتوقع أنه يتحف زواره ومشاركيه بالعمل الإسلامي المنظم والمخطط له بشكل جيد، ونأمل أن يكتب لها النجاح وأن تتواصل العطاءات، ومن بين ما أحاول تسليط الضوء عليه هذه المرة «مهرجان الملا عطية الجمري» الذي سيكون من ضمن روائع شهر محرم لهذا العام وعلى مدار أسبوع كامل وهو بحق إضاءة تستحق الوقوف عندها، سأتطرق من خلال هذه المساحة إلى برنامج المهرجان للتعريف به ومن ثم سأركز على أهم ما يميز البرنامج من مميزات إيجابية لعلنا نوفق في ذلك.

فتحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، يقـيـم المركز الثقافي والإعلامي، بمأتم الإمام الباقر عليه السلام بقرية بوري، مهرجان الملا عطية الجمري الحسيني الأول، تحت شعار (إبداع للدين والوطن)، في الفترة من 24 فبراير / شباط إلى 2 مارس / اذار، إذ سيتم طرح برنامج منوع وغني طوال فترة المهرجان عبر مجموعة من الفقرات والمحطات المعدة بحيث يتم تناول فيها جميع الجوانب التربوية والصحية والاجتماعية والثقافية والحسينية إلى جانب الفنون المسرحية، وقبل التطرق إلى برنامج المهرجان لابد لنا أن نقف قليلا لمعرفة نبذة بسيطة عن الملا عطية الجمري والذي يحمل المهرجان اسمه والشعار الذي جاء به المهرجان جاء ليخاطبه، وطبعاً الملا عطية الجمري غني عن التعريف فهو نجم لامع في سماء الأدب البحريني فهو الأديب والخطيب وتخصص واقعاً في الأدب الحسيني ولم يكن معروفاً فقط على مستوى البحرين، بل امتدت شهرته لمعظم العواصم الإسلامية والعربية، ومن أشهر دواوينه الجمرات الودية.

إذ سيتم افتتاح المهرجان من خلال عرض مسرحية على صالة مدرسة مدينة حمد الثانوية للبنات في اليوم الأول في الساعة السابعة والنصف مساء وسيستمر عرضها طوال فترة المهرجان وستكون المسرحية موجه لكل الفئات والقطاعات، وستستمر المجالس الحسينية طوال فترة انعقاد المهرجان بمشاركة نخبة من الخطباء الذين عاصروا الملا عطية الجمري، في مجلس فضيلة الشيخ أحمد خلف العصفور في تمام الساعة الثامنة مساء، وسيكون هناك أماكن مخصصة للنساء، إلى جانب المجالس الحسينية المستمرة طوال فترة المهرجان سيكون هناك معرض للكتاب في مأتم الطويلة سيظل مفتوحا يستقبل زواره طوال الفترات الثلاث صباحاً وعصراً ومساء وعلى مدار أسبوع كامل، وسيكون الافتتاح الرسمي لمعرض الكتاب بحضور كوكبة من الرموز الدينية يوم الخميس 23 يناير/ كانون الثاني في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحاً، في اليوم الثاني ستكون هناك ندوة تحت عنوان «قراءة نقدية بشأن شعر الملا عطية الجمري»، على فترتين عصراً ومساء، وفي اليوم الثالث ستكون هناك ندوة تحت عنوان «المنبر الحسيني بين الواقع والطموح» في الفترتين أيضاً عصراً ومساء، وفي اليوم الرابع البرنامج يشتمل على ندوة تحت عنوان «الحسين ضمير أمة وليس ضمير طائفة» في فترتين أيضاً عصراً ومساء، وفي اليوم الخامس ندوة تربوية لطلاب مدرسة بوري الابتدائية للبنين في الفترة الصباحية وفي المساء من اليوم نفسه ستكون هناك ندوة تحت عنوان «مفاتيح الحياة الزوجية» وفي اليوم السادس سيكون هناك ندوة تربوية لأولياء أمور طالبات مدرسة بوري الابتدائية للبنات تحت عنوان «علاقة الآباء بالأبناء»، في الفترة الصباحية أيضاً، وفي المساء من اليوم نفسه ستكون هناك ندوة خاصة للقطاع النسائي تحت عنوان «تطوير الخطاب الحسيني النسائي»، وفي الوقت نفسه ستكون هناك ندوة للرجال في الفترة نفسها تحت عنوان «الخطاب الديني في ظل المتغيرات»، وفي اليوم السابع سيكون هناك برنامج لحملة التبرع بالدم والكشف عن الأمراض الشائعة بالمجتمع، إذ يقام حفل الافتتاح تحت رعاية وكيل وزارة الصحة عبدالعزيز حمزة، بالتعاون مع مركز عالي الصحي ومركز بوري الثقافي وصندوق بوري الخيري من الساعة الثامنة صباحاً لغاية الثانية ظهراً... المكان: مأتم الإمام الصادق بقرية بوري، كما سيكون هناك موكب عزاء للأشبال الحسينية في الساعة الثالثة والنصف ظهراً، وندوة بشأن الموكب العزائي في الفترة المسائية، وأخيراً سيكون هناك موكب عزاء في الساعة الثامنة والنصف مساء بمشاركة الكثير من الرواديد المعروفين في البحرين.

أهم ما يميز المهرجان أنه يقدم الكثير من الفعاليات المتنوعة والغنية والتي تخدم جميع الأصعدة كما أنه يستهدف جميع شرائح وفئات المجتمع، رجالاً ونساء وشبابا وأشبالا أي أن المهرجان لم يلب حاجة لفئة على حساب الفئات الأخرى، كما أن البرنامج يشتمل على الكثير من الفقرات التي يشترك في تقديمها الجميع فلم يكن دور المرأة مغيب أو أن الشباب لم يأخذوا دورهم المطلوب علما بأنهم يتمتعون بالطاقة والحيوية، إلى جانب ذلك هناك عدة جهات تشابكت أيديها من أجل صوغ برنامج للمهرجان ونتمنى له النجاح والتوفيق فهناك على سبيل المثال مأتم الإمام الباقر عليه السلام، مركز بوري الثقافي، مكتبة طاهرة، صندوق بوري الخيري، اللجنة النسائية لصندوق بوري الخيري، وزارة التربية والتعليم، والإدارات المدرسية بالمنطقة، مجلس الشيخ أحمد العصفور، مركز عالي الصحي، وهيئة الموكب الحسيني في بوري. المهرجان يأتي بمباركة العلماء ورجال الدين من خلال الأدوار المشار إليها في المهرجان فهناك عدد كبير منهم مشارك في المهرجان نفسه من خلال الندوات العلمية والأدبية إلى جانب الدور التشريفي من خلال الافتتاح الرسمي للمسرحية وللمكتبة الإسلامية، كما أنه تمت الاستفادة من جميع الكوادر الوطنية المخلصة كل في مجال اختصاصه إلى جانب الاستفادة من الخبرات الخارجية في المجالات المطلوبة فهناك متحدثون ومتحدثات من الشقيقة السعودية والكويت وسورية ولبنان، فهناك استمزاج جيد للخبرات، عدة أماكن يشملها البرنامج فالخطة العامة الموجه للمهرجان العمل على الاستفادة من جميع المؤسسات الموجودة في القرية والعمل على تنشيطها وتحريكها إلى جانب تفادي الزحمة والتكدس في مكان واحد، المهرجان فتح الباب على مصراعيه من أجل العمل على الاستفادة قدر الإمكان من المواهب التي تعج بها قرية بوري وضواحيها إذ انه عمل على إظهار المواهب من فنون مسرحية وتمثيل وتقمص أدوار إلى تأليف نصوص مسرحية، إلى قراءة نقدية وأدبية إلى شعر الملا عطية الجمري إلى مواهب حسينية تتعلق باللطميات وشيل الشيلات الحسينية وغيرها من النشاطات والتنظيمات، ولعل أهم ما يميز البرنامج بأن هناك عدة نشاطات مستمرة طوال فترة المهرجان ما يتيح مجالاً أكبر لأكبر عدد ممكن من الاستفادة منها، كما أن جميع الفعاليات المطروحة يمكن للمرأة الاستفادة منها، إلى جانب توافر بعض الفعاليات الخاصة بالمرأة، بل ان أهم ما يميز البرنامج وجود ندوة منفردة تتحدث عن الخطاب النسائي وتحديثه بمشاركة خطيبات من داخل البحرين ومن الشقيقة السعودية والكويت وبحضور خطيبات وقارئات بحرينيات إلى جانب كوادر نسائية يافعة من أجل الاستفادة مما يتم تقديمه في الندوة ومحاولة الأخذ بأسباب تحديث وتطوير الخطاب النسائي الذي لا يزال ينعت بالذبول وعلى المرأة الحرص على الحضور في مثل تلك الندوة، كما لم يفت القائمين على المهرجان تخصيص جزء من برنامج المهرجان موجه للشباب والأشبال فهم رجال المستقبل واستثمار طاقاتهم وتوجيهها واجب يجب الالتفات له.

بقى علينا دعم ومساندة مثل تلك البرامج والمحافل العلمية من خلال الحضور الفعال، والمشاركة الايجابية، و أسأل الله أن يكلل أعمال المهرجان بالتوفيق والنجاح وإلى مزيد من البذل والعطاء.

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 1256 - الأحد 12 فبراير 2006م الموافق 13 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً