العدد 1256 - الأحد 12 فبراير 2006م الموافق 13 محرم 1427هـ

الحاجة إلى موجة إصلاحية أخرى

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

حديث جلالة الملك الى رؤساء تحرير الصحف المحلية في مطلع الشهر الجاري أوضح الكثير من القضايا ذات الأهمية بالنسبة إلى التحرك السياسي البحريني. فالبحرين، وبعد 5 سنوات من الانفتاح السياسي، بحاجة الى موجة اصلاحية جديدة. ولعل الموجة المقبلة تحتاج ان تتعلم كثيرا مما حدث خلال السنوات الماضية.

فقد بدأت اصلاحات 2001 بعدد من المحفزات التي طالت رفع مستوى المعيشة (زيادة المعاشات، وخفض القروض الإسكانية، الخ) وطالت جوانب مهمة من الشأن السياسي (الافراج عن المعتقلين وعودة المبعدين والغاء قانون أمن الدولة ومحكمة أمن الدولة).

جلالته أشار الى قضية معيشية حساسة جدا، وهي الاسكان، إذ إن المواطن الاعتيادي اصبح يخشى ان مستقبله سيكون من دون مأوى لأن أراضي البحرين وسواحلها وجزرها قد تحولت الى ملك خاص، بينما ارتفعت اسعار ما تبقى الى مستوى لا يستطيع المواطن تحمله.

وعليه، فقد اشار جلالته الى انه طلب تقريرا - سيتم تسليمه خلال شهر أو شهرين - من اللجنة العليا للاسكان بشأن رؤية لديه تستهدف توفير قطعة ارض لكل مواطن.

وقال جلالته، انه في حال عدم استطاعة الدولة توفير قطعة الأرض، او المساعدة في استملاك شقة، أو مساعدات مشابهة، فان الجهات الرسمية ستعلن ذلك على الملأ.

ان موضوع الاراضي والاسكان يعتبر القضية الاولى بالنسبة إلى المواطن البحريني اليوم، لانها ليست قضية معيشية فقط، وانما ترتبط بأمور اخرى تتعلق بمفهوم «سيادة الشعب» التي نص عليها ميثاق العمل الوطني ودستور البحرين. فالسيادة الشعبية تعني فيما تعني امتلاك الناس لكل ما هو مشترك وكل ما هو استراتيجي لحياتهم المشتركة. ويأتي على رأس كل ذلك الاراضي والسواحل والجزر ومقومات الحياة الطبيعية في أي بلد كان.

وأشار بعض البرلمانيين الى انهم سيتحركون على هذا الموضوع، وهو عمل جليل اذا قاموا به وأكملوه لأنه همٌّ مشترك بين الجميع.

لاشك ان هناك قضايا أخرى، ربما لا تقل أهمية، ومنها ما تطرق إليه جلالته عندما قال ان «الحرب معلنة على الفساد»، وقال ان على المسئولين في المواقع المعنية بهذا الشأن ان لا يخشوا القيام بدورهم وان ينطقوا بما يعرفون به.

ولعل مثل هذا الحديث الجميل يطمئن من لديه المعلومات ولديه القدرة على كشف مواقع الفساد التي تنخر في المال العام من دون رحمة. الموضوعان المشار اليهما اعلاه يعتبران منطلقين أساسيين للموجة الاصلاحية المقبلة، ومع المضي نحو تحقيق مهم ستتحرك الملفات الإصلاحية المصاحبة لذلك، بما في ذلك تعويض ضحايا حقبة أمن الدولة.

فلدينا عوائل شهداء، ولدينا من المجروحين (وأحدهم يمشي حاليا وهو مقطوع الرجل بالكامل)، ولدينا ممن خسر تعليمه ووظيفته، ولدينا من عاد الى وطنه بعد سنوات طويلة وإذا به يفاجأ بأنه يحتاج الى مأوى يلتجئ اليه. ان استحقاقات المرحلة تتطلب عملاً سياسياً محترفاً يبتعد عن الخطاب الانفعالي الذي يرسل الإشارات الخاطئة لهذه الجهة أو تلك، فالملك، وهو رأس الدولة، أدلى بتصريحات لم يتوقعها أحد... وعلينا جميعا ان نتعاون للتأكد من تنفيذها لأنها تحمل في طياتها موجة أخرى من الإصلاحات التي ينتظرها الناس.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1256 - الأحد 12 فبراير 2006م الموافق 13 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً