العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ

روسيا والبحث عن دور

خليل الأسود khalil.Alaswad [at] alwasatnews.com

وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس الماضي دعوة لقادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) - الفائزة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية والممثل الشرعي للسلطة الوطنية الفلسطينية عندما تشكل الحكومة الجديدة - لإجراء محادثات إذ يقوم وفد منها حالياً بزيارة دولية لشرح وجهة نظر الحركة وسياساتها في المرحلة المقبلة.

ويبدو أن روسيا تحاول استعادة دورها في المنطقة الذي فقدته بعد انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كان الراعي الرئيسي لحركة «فتح» التي كان يتزعمها آنذاك الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مواجهاتها مع الولايات المتحدة إبان الحرب الباردة. ولكن طبعاً هذه الخطوة لم تعجب أميركا التي لم تحاول أن تثير روسيا برفض الخطوة، بل طالبت بتوضيحات وأن تعمل روسيا في إطار قرار اللجنة الرباعية في اجتماعها الأخير القاضي باعتراف «حماس» بوجود «إسرائيل» وتتخلى عن المقاومة والتي تسميها بعض الدول «أعمال العنف». وبالتأكيد رفضت «إسرائيل» التوجه الروسي ووصفته بأنه «طعنة في الظهر».

في المقابل رحبت فرنسا بالخطوة الروسية إذا كان العمل من خلالها سيكون على أسس اللجنة الرباعية. وكذلك رحبت حركة «حماس» بالفكرة وأعلنت أنها ستقبل الدعوة إذا تلقتها رسمياً.

روسيا ذكية في أسلوبها وقادة «حماس» أذكى لأنهم رحبوا بالفكرة وامتدحوها وأعلنوا أنهم سيتواصلون مع كل الدول المحبة للسلام الحقيقي والتي تنظر نظرة منصفة للقضية الفلسطينية. بعكس ردهم على التصريحات الأميركية التي تطلق منذ فوز «حماس» والتي تثبت دوماً انحياز أميركا لـ «إسرائيل». ومع ذلك لن يكون تعامل الحركة مع روسيا في حال حصلت محادثات بينهما بحيث تتخلى عن مبادئها التي بدت أكثر تصميماً على التمسك بها بعد تولي زمام الأمور، فينبغي أن تدرك روسيا هذه الحقيقة حتى لو اعتبر بوتين المبادرة غير مكلفة وإنما فقط تعكس بصورة اكبر رغبته في دعم صورته وصورة روسيا خلال عام مهم تتولى فيه روسيا رئاسة مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى

إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"

العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً