يصادف اليوم مرور عام على تنحية كارلي فيورينا من منصبها كرئيس تنفيذي لشركة هيولت باكارد. كارلي فيورينا هي التي قادت عملية الدمج الشهيرة في العام 2003 بين عملاقين في صناعة الحاسوب: هيولت باكارد وكومباك.
لكن هذه السيدة التي رفضت أن تصفها الصحافة بأنها أقوى امرأة في العالم عندما كانت تتبوأ أعلى منصب وتدير شركة تقدر قيمة موجوداتها بما يربو على خمسة مليارات دولار ترفض أيضا أن تنهي حياتها المهنية منزوية في منزلها أسيرة أحزانها أو أن تجتر أمجادها.
شمرت فيورينا - كعادتها - عن ساعديها وأصبحت عضو مجلس إدارة في شركتين تعملان من واشنطن، الأولى متخصصة في المعلومات المالية والثانية في الخدمات الصحية.
لكن طموح فيورينا لا يقف عند تلك الحدود وهي التي عرف عنها القدرة الفائقة على التحدث وشد انتباه من تخاطبه، على رغم أنها لم تظهر في قائمة أقوى 50 امرأة في العالم اللواتي اختارتهن مجلة «فورتشن» للعام 2005، فرأيناها، منذ أن نحيت، تجوب العالم محاضرة حول مفاهيم القيادة وكيف بوسع الإنسان أن يكون قائدا ناجحا، مستفيدة من تجاربها الخاصة في إدارة شركة هيولت أند بكارد والتي لا تنكر فيورينا أنها ارتكبت فيها بعض الأخطاء التي أدت إلى عزلها. لكنها مازالت متمسكة بصحة ما قامت به عند دمج الشركتين. وعن ذلك الموضوع قالت مخاطبة 600 مستمع شدوا الرحال إلى لوس أنجليس كي يسمعوا خطابها كمتحدث رئيسي في معرض ومؤتمر هاتف الإنترنت حين قالت «اعتقد أن الدمج كان نجاحاً راسخاً».
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وبعد أن أنهت خطابها الذي ألقته كمتحدث رئيسي في «منتدى آسيا لقيادات الأعمال» الذي عقد في سنغافورة، صرحت فيورينا للصحف المحلية معترفة أنها أخفقت في تقييم الناس العاملين معها، إذ أولت البعض ثقة أكثر مما يستحقونها وبخست حق البعض الآخر. لكنها أكدت أيضا أنها لم تنجح في تأهيل العاملين معها إلى المستوى الذي يمكنهم من استيعاب حجم المشكلات الناجمة عن دمج الشركتين ومن ثم امتلاك القدرة على وضع الحلول المناسبة لها.
وهذا ينطبق على ما قاله أحد المحللين الصناعيين، روب إندريت عنها حين وصفها «بأنها ليست ناجحة في الحكم على الناس».
فيورينا ستتوجه في نهاية هذا الشهر إلى استراليا ونيوزيلندا لإلقاء محاضرات عن فنون القيادة.
بقي أن نعرف أنها أصبحت الآن تتقاضى خمسين ألف دولار عن كل خطاب تلقيه كمتحدث رسمي ولا تتجاوز مدة الخطاب ستين دقيقة بما في ذلك الأسئلة والإجابات... وقلة تلك التي تجاريها في ذلك من أمثال الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، والرئيس التنفيذي السابق لشركة ديزني ميشيل إيزنر.
ترى كم فيونا يحتاج العرب
العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ