قال رئيس جمعية المعلنين البحرينية، عضو المجلس العالمي للجمعية الدولية للإعلان، رئيس مجلس ادارة شركة
11 فبراير 2006
وأضاف أن العام 2005 شهد تراجعاً ملحوظاً في سوق الإعلان في المنطقة بشكل عام، ومنها البحرين: إذ بلغت نسبة النمو في 2005 نحو 17 في المئة، في حين شهد العام 2004 طفرة إعلانية بلغت نحو 38 في المئة (مقارنة مع العام 2003، ويعود ذلك إلى انفتاح الاسواق حينها، لاسيما المنافسة الكبيرة على صعيد سوق الاتصالات والطيران والمصارف.
وأكد المقلة في لقاء مع «الوسط» ان السوق الإعلانية في البحرين لم تأخذ حقها مع الأسف، إذ «ان كل الدول متجهة الى تطوير وسائل الاعلام، ويؤسسون مدناً إعلامية منها مصر والاردن ودبي ولذلك لا نستغرب نمو الانفاق الاعلاني هناك»، منوها إلى «اننا في البحرين مؤهلون لكي نقتحم هذا المجال، ولكن تبقى هناك معوقات يجب البحث عن حلول سريعة لها».
واضاف المقلة ان قطاع الاعلام والإعلان «ليس مجرد شركات إعلان وعلاقات عامة ومطبوعات ولكن كل ما له علاقة بذلك مثل المطابع ودور النشر، والانتاج الاذاعي والتلفزيوني والسينمائي والترجمة وانتاج الاعلانات وغيرها».
وتساءل المقلة قائلا «لماذا لا نعطي هذا الجانب اهميته الحقيقية، ولماذا لا تكون لدينا استراتيجية وطنية واضحة للقطاع الاعلامي والاعلاني؟»، معقبا بان «لدينا في البحرين مقومات العمل الاعلاني واهم شيء العنصر البشري وهو موجود في البلاد، فلدينا الكتاب، والفكر موجود، والانفتاح السياسي موجود، والأجهزة والمعدات متوافرة، ولا نحتاج إلا إلى تحريك كل الاطراف ذات العلاقة، إذ يعتمد القطاع الاعلاني / الاعلامي كقطاع أساسي وحيوي للترويج له والترويج من خلاله».
وأضاف «اعتقد انه حان الوقت لتكون لدينا محطات إذاعية وتلفزيونية خاصة في البحرين، ولا استبعد في يوم ما ان اجد المؤسسات الاعلامية تتجه إلى عدة أنشطة إعلامية، لان لديها الأساس موجود، واتطلع لتكون لدينا شركات كبيرة تعمل في هذا القطاع... حاليا لدينا أموال كثيرة تستخدم في المصارف والعقار وفي أنشطة سياحية، فلماذا لا تستثمر أموال كبيرة في المجال الاعلامي والاعلاني؟».
استثمار استراتيجي
«الوسط» سألت المقلة فيما إذا كان يعتقد ان السبب في إحجام المستثمر عن القطاع الإعلامي بشكل كبير هو انه يبحث عن مردود مالي مرتفع سريع في حين يبقى الاستثمار في المجال الإعلامي مردوده على المدى البعيد، فأجاب «إننا نحتاج إلى المستثمر في المجال الإعلامي الذي ينظر إلى ان مردوده سيكون على المدى البعيد، لانه استثمار استراتيجي، ولانه الوسيلة التي نوجه من خلالها الرأي العام... لذلك يجب على المستثمر والقطاع الخاص بالتحديد ان ينظر الى هذه الناحية، وان يؤمن ان الاستثمار في هذا الجانب سيجلب له المزيد من الفوائد في القطاعات الاخرى، وعلينا أن نقنع القطاع الخاص أن الاستثمار في النشاط الاعلامي ليس فقط للمردود المالي السريع ولكن من أجل هدف استراتيجي طويل الامد، ومن خلال ذلك يمكن تحقيق أهداف كبيرة. حالياً لديك مال وجهه لبناء عمارة أو اشتر أرضاً وبعد كم شهر يتم بيعها بأسعار أكثر أو شراء أسهم وهكذا... وهذا ليس نافعاً لبلدك لأنه لا يشغل الموارد البشرية ولا يخلق أسواقا ثانوية تتحرك مع هذا النشاط المستدام». وقال «نحن كشركات في البحرين يجب أن ننظر أقلها إلى مجلس التعاون كخطوة أولى ثم التوسع إلى بقية العالم، وان علينا ان نتجه اتجاهاً بقوة في هذا المجال».
أفكار تطبخ في البحرين وتنفذ في دول الجوار
وقال المقلة «للأسف الكثير من الأفكار والمشروعات انطبخت في البحرين ولكن نفذت في دول اخرى... اليوم اذا لدينا فكرة أو مشروع يجب المبادرة فيها والبدء فيها بسرعة لانه اذا لم تكن هناك سرعة في تنفيذها بحرفنة فان هذه الافكار سيأخذها غيرك.
والعالم اليوم يبحث عن الفكرة... اليوم كيف يمكن الحصول على فكرة أو أفكار مميزة والخروج بها. والعمل على المحافظة على هذه الأفكار قبل أن يأخذها غيرك.
وانا وجدت خلال السنوات الماضية ان الكثير من الافكار بدأت في البحرين، الصناعية منها او السياحية والفنية وغيرها، بدأت لدينا في البحرين، ولكن سرعان ما انتقلت إلى بلدان اخرى، لاننا للأسف نتميز بالبطء في أخذ زمام المبادرة فيها... أو نبدأها ولكن بتواضع لا تليق بالفكرة. اليوم يجب علينا ان نتجه إلى الافكار الكبيرة ونكون جريئين في تنفيدها فعامل السرعة عامل أساسي ومهم في ذلك. ومن يبدأ قبل هو من يأخذ زمام الأمور».
وعن دور جمعية المعلنين البحرينية، قال المقلة «لا يوجد لدينا عدد كبيرمن الأعضاء في الجمعية، فهم نحو 30 عضوا، ولكن لدينا أكثر من 200 مشارك في أنشطة الجمعية، وبصراحة لا نسعى إلى زيادة العدد بقدر زيادة الأنشطة وهذا الذي ينقصنا لأن زيادة الاعضاء يحتم زيادة الأنشطة، واعتقد انه من دون تحريك القطاع الاعلاني بشكل العام لا يفيد ان يكون في الجمعية عدد كبير من الاعضاء».
وأضاف المقلة «الجمعية عندما بدأت كانت على علاقة قوية بمصدر القرار، واليوم الجمعية مازال وضعها ليس بالاتجاه الذي نريده ونطمح اليه، واعتقد ان الجمعية تعكس الوضع الاعلاني والاعلامي في البحرين، لذلك كما ذكرت نحن بحاجة إلى تحريك في القطاع بشكل أكبر والاستفادة من كل الجمعيات الاخرى مثل جمعية العلاقات العامة الخليجية، وهذه لها نشاط كبير في المنطقة وخلال ايام سيكون لها اجتماع لمجلس ادارتها في البحرين وهي اتخذت البحرين كمركز لانشطتها. وكذلك مؤتمر الاعلان العالمي وهو من المقرر ان يعقد كل سنتين وسيعقد خلال شهر مارس/ آذار المقبل في دبي، واتمنى ان تشارك فيه البحرين بجناح كبير خصوصاً ان الحضور سيكون كبيراً، والأسماء المشاركة كبيرة من كل دول العالم . لذلك يجب ان تكون مبادرة من صناعة الاعلان في البحرين وبدعم من الحكومة حتى يخرج جناح البحرين بصورة يعكس مستوى البحرين ويعبر عنها بقوة... وهو معرض قريب لنا في دبي، لا اتحدث عن معرض سيقام في الصين أو في البرازيل... لذلك يجب ان يكون هناك دعم رسمي من وزارة الاعلام ومجلس التنمية الاقتصادية بالاضافة الى القطاع الخاص... وأرى ان دور النشر والمطابع والتلفزيون والاذاعة يجب ان يكونوا حاضرين في هذا اللقاء العالمي لاعطاء الصورة الحقيقية للمملكة».
وأضاف المقلة «انا حريص جدا من الاستفادة من هذه الفرص والامكانات، مثلا بعض القنوات الفضائية تنقل صوراً حية ولقطات تنقل مباشرة هذه اللقطات التي يراها العالم جميعا... اعتقد انه يتوجب علينا ان نفعل كل شيء لنشر اسم البحرين، واقترحت قبل فترة ان نشارك في تركيب شبكة كاميرات تنقل لقطات سريعة لبلدنا عن الطقس والازدحام او الغروب أو الشروق، وهذه تفعلها دول كثيرة، إذ تشترك الفضائيات في هذه الخدمة ويمكن مشاهدة اللقطات الحية عبر العالم، وأقترح ان نضع كاميرات بالقرب من باب البحرين وتأخد لقطات للابراج والمرافئ المالية وغيرها...هذه الامور تحتاج لقرارات سريعة وبدل ان تسعى الشركات لنا، يجب ان نسعى إليها حتى لا ننتظر حتى تصل لنا».
وقال «لا يمكن للقطاع الخاص ان يقوم لوحده بعمل شيء من دون دعم حكومي... ونحن دائما عندنا نتكلم مع الجهات الرسمية في أي مشروع او فكرة دائما تبقى المشكلة هي التمويل ودائما نسمع كلمة دع القطاع الخاص يعمل في هذا المجال... نعم ان القطاع الخاص مستعد للعمل ولكن نحن نتحدث عن استثمارات كبيرة وبنية تحتية، وهذا من واجب الحكومة... مثلا المهرجانات التي تقام في البحرين للأسف فشلنا فشلاً ذريعاً في إقامتها، لانه لا توجد الاستعدادات والبنية التحتية والسند الحكومي المتكامل... اليوم يجب ان نعمل لاقامة فعاليات وبما لا يقل عن 4 أو 6 فعاليات في السنة» .
دراسة لتنشيط الفعاليات
وعن المجال الذي يمكن ان تنشط فيه الفعاليات، قال المقلة «كمواطنين يجب ان نتفق أولا ونحدد نوعية هذه الانشطة وما نريده منها في بلادنا، وان نعمل على تسويق هذه الانشطة ضمن هويتنا البحرينية التي نتفق عليها، وحاليا لا يوجد اتفاق، أو اجماع على الهوية البحرينية التي نبتغيها، أو سنسوق لها... الامر المفقود لدينا هو عدم تحديد هذا الشيء المهم. ماذا نريد نحن اهل البحرين من هوية لبلدنا؟ وماذا نريد من الناس ان تنظر الينا؟ وعلى ضوء هذا نقوم باعداد خطة عن الانشطة والفعاليات التي تصلح لنا ضمن هذه الهوية في البحرين».
واضاف «توجد قطاعات كثيرة مثلا الرياضية منها مثل حلبة «الفورمولا 1»، كيف ممكن نستفيد من هذه الحلبة طوال العام وكذلك ملعب الغولف والرياضات المائية وغيرها كثيرة. كذلك اعياد البحرين يمكن عمل برنامجاً لترويجها خارج البحرين. ولكن قبل كل شيء يجب تحديد ماذا نريد على ضوء هويتنا البحرينية... في الوقت نفسه كيف نستطيع استقطاب الناس ونوصل الرسالة للمواطنين... نحن بلد مضياف والمواطن البحريني من صفاته يحب الضيف ولسبب ما فقدنا هذه الروح، ونحن يجب أن نعمل على اعادة هذه الروح للمواطن البحريني».
العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ