المقال الذي كتبته عن حالة بوماهر... وصدر لي في عمود يوم الخميس... الأول من أمس... حرك الكثير من المشاعر لأناس أعرفهم ويعرفونني... هم أصدقاء أعزاء... وأتبادل الود والاحترام معهم على الدوام... بعضهم من وسط الحالة... وبعضهم من المحرق ويعيشون على الطرف المقابل لحالة بوماهر...
تلقيت من الإخوان الأصدقاء الكثير من الرسائل... عبر البريد الإلكتروني وعبر رسائل التليفون... كلها تشكر على المقال وتشجع لكتابة المزيد من المعلومات القديمة والقيمة... ومن ضمن هذه الرسائل استعرض اليوم كلمات رقيقة وصلتني من الإعلامي المخضرم الأخ العزيز خالد عبدالله الزياني... يقول فيها...
الأخ العزيز الشيخ سلمان بن صقر آل خليفة... الموقر
تحية ملؤها الحب والحياة...
لقد كنت على مر الوقت وفياً لوطنك ولأصدقائك وللمحرق وأهلها الطيبين... كعموم أهل البحرين... وإن تطوافك بالشخوص والمواقع التي تطرقت إليها اليوم في عمودك (في الصميم) بصحيفة «الوسط»، لهو دليل على ما تتمتع به من مخزون كبير مازال عالقاً بالذاكرة، وينم عن مهارة شديدة التخصص في توظيف هذا التنوع من المعرفة... مكانياً... وزمانياً... واجتماعياً... وإن المعاينة الميدانية لحالة أبي ماهر والأسماء والمواقع اللامعة التي ذكرتها، كم كانت جميلة، ويجب أن تدون خوفاً من أن تتبدء بفعل الزمن...
إن هذه الخبرة والمعرفة المكنوزة، تجعلني متابعاً جيداً لكل ما تكتب... فضلاً عن اعتزازي واعتزاز أخي محمد بصداقتك وصداقة أخيك الشيخ أحمد بن صقر...
ختاماً أشكر اهتمامك وإطرائك... وتقبل مني ومن أخي محمد خالص التحية والتقدير...
طبعاً الأخ خالد الزياني ومعه أخوه العزيز محمد هما من الأصدقاء القدامى... وكنا نجتمع في نهاية الستينات من القرن الماضي عند الدكان الذي أنشأه والدهم المرحوم في منطقة الحالة... اجتماعنا كان يومياً للعب الكيرم والبته (لعبة الورق)... وفي المصارعة دائماً ما كنت أهزم خالد الزياني... هو قوي... ولكني كنت أقوى منه...
ونستعرض كذلك رسالة رقيقة وصلتني من المهندس الرائع... الأخ العزيز جاسم غريب... ويقول فيها: أخي سلمان... أسعد الله صباحك... قرأت مقالك صباح اليوم وذكرني بأيامنا الجميلة التي لم يبق منها إلا عطرها الزاكي... نسيت ياخوي سلمان... أخوك جاسم غريب أبو الشعر الكثيف... إللي بيتهم مجابل (مقابل) عين الحمر... عندما كنا في ليالي الصيف الجميلة نتواصل ونكون مع بعض، أنا وأخي عبدالرحمن غريب، وأنت وأخيك الشيخ أحمد بن صقر، وأحمد بن الشيخ وأخيه راشد... ونسير بعد خروجنا من نادي شباب المحرق... ونفترق عند بيتنا أو بيتكم...
الأخ جاسم غريب كان دائماً ما يتفاخر علينا بشعر رأسه... المسبسب... ولكن الآن الله أكرمه بصلعة ممتدة من الجابهة وحتى منتصف ظهره... لقد كان صديقاً عزيزاً... وأخوه عبدالرحمن غريب صديق أكثر من عزيز... ومنزلهم يقع في أقصى جنوب المحرق، ومن بعده كان الجسر المؤدي إلى حالة بوماهر... وفي منتصف الجسر الترابي كان يوجد انبوب كبير يسمح بمرور مياه البحر في حالتي المد والجزر... وجاسم مع أصحابه يلعبون في داخل الانبوب ويتحملون الروائح القوية المنبعثة منه... أما الآن فإن المنزل أصبح في منتصف المحرق، وذلك بعد أن دفنت المنطقة الفاصلة بين المحرق والحالة...
وكذلك وصلتني رسالة من الرياضي الشهير والمطرب المعروف الأخ جعفر حبيب الخراز... صاحب عمود خرازيات... يقول فيها: العزيز الشيخ سلمان بن صقر آل خليفة... يشرفني مقالك اليوم ياطويل العمر... وهذه شهادة أعتز بها هزت وجداني وذكرياتي الكروية... وأشكر المولى أن هناك أشخاصاً مثلك يتذكرونا... دخلنا مجالين (الفن والرياضة)... هواية وحب للوطن... ومن منطقة الحالة التي ولدت بها تعلمنا الكثير... تعلمنا من البحر والأسياف التي تحيط بنا من كل جانب... وأنا إذا مت ياصديقي... وفر الدمع ، وأكمل طريقي... تحياتي وعساك دائماً على القوة...
والله يا أخ جعفر وحشنا عمود خرازيات... وكذلك وحشتنا سوالفك في قهوة الأخ محمد إسماعيل... ونتمنى - إن شاء الله - أن لا يطول غيابك عن بيتك الثاني (نادي الحالة)... بعد أن يزول ما في نفسك من عتب عليهم...
حالة بوماهر تعيش هذه الأيام فرحة زيارة صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر لهم... وإن شاء الله تكون زيارة ميمونة وتلبى بعدها كل طلباتهم المرفوعة للجهات المختصة.
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1254 - الجمعة 10 فبراير 2006م الموافق 11 محرم 1427هـ