العدد 1254 - الجمعة 10 فبراير 2006م الموافق 11 محرم 1427هـ

هل سنشهد قوائم مشتركة للطائفتين في الانتخابات القادمة؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لا يخلو مجتمع من دكاكين طائفية وكثيراً ما أحرقت بيوتنا الإسلامية بأطروحات تعمل على اشعال الحرائق.

كثير منا لا يحترم مقدسات الآخر وخصوصاً عندما نجلس منكفئين في غرفنا المظلمة بعيداً عن الاضواء.

الاستهزاء بالآخرين ليس صحيحاً. هذا إذا كانوا من أهل الكتاب فكيف بهم إذا كانوا مسلمين. القرآن يعلمنا «قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله» (آل عمران: 64). فلنركز في عقول ابنائنا «كلمة سواء» وليس كلاما نشازا. وهذا حديث إلى أي متعصب أو متطرف في أي وسط إسلامي أو غير إسلامي. يجب أن نحترم مقدسات بعضنا بعضا، وألا نشرب ابناءنا حليب الطائفية أو تقديس العرق أو توثين القبيلة أو المنطقة أو الحزب.

اليوم، العولمة العلمية والأمنية والاقتصادية وحتى السياسية وحدت دول الغرب على مصالح مشتركة فمن الخطأ أن نلعب لعبة الغولف مع بعضنا لتسجيل الأهداف التاريخية ضد بعضنا بعضا. كل يريد أن يلوي عنق التاريخ ليستقوي على الآخر والزج به في حقول ألغام السياسة لتنفجر في وجوه اطفالنا الصغار الذين لا يفهمون لماذا نحن مختلفون؟

أنا لا ادعو إلى صهر المذاهب أو الفرق أو الطوائف بل أؤمن بأن التعددية في ذلك دليل ثراء وتنوع وتميز. هذا اذا احترم كل طيف خصوصية الآخر الثقافية والدينية ولم يدخل في الحساسيات.

لماذا لا نعلم اطفالنا كيف تعاطى الرسول (ص) مع أهل الكتاب في المدينة قائلاً: من آذى ذميا فقد آذاني، وكيف تعاطى الامام علي (ع) مع الكنائس واشار اليها قائلاً: طالما عبد الله هاهنا، وكيف تعامل الخليفة عمر بن الخطاب (رض) مع مسيحيي القدس والعهدة العمرية واعطاهم حرية ممارسة العبادة. لماذا نحن نزايد على هذه الشخصيات؟

الامام علي يقول: لأسالمن ما سلمت امور المسلمين. هل السياسيون في العراق والعالم العربي والإسلامي يفهمون هذا الخطاب؟

العراق يجب أن يكون كعبة الحرية السياسية والدينية لكل الطوائف والاديان. واملنا في العراقيين جميعا - على شتى اطيافهم - ألا يخطفوا العراق إلى حيث المذهبية أو العرقية بل يجب أن يراعوا حقوق حتى الاقليات الصغيرة الصغيرة وأن تكون لهم كوتة في الحكم وفي كعكة الوزارات، ونتمنى أن يكون هناك تداول للسلطة لنعطي مثالاً تعددياً ونموذجاً لديمقراطية طيفية. قدر العراق أن تحكمه التعددية والقفز على التاريخ الملغم الموبوء الذي اصطنعته الميكافيليات والدول الشمولية القروسطية من الاستعمار الانجليزي إلى الدولة العثمانية إلى الدولة الصفوية والذين لعبوا على الحساسيات والتناقضات التاريخية.

الإسلام دين الوسطية والاعتدال «وكذلك جعلناكم أمة وسطا» (البقرة: 143). سؤال للتاريخ، والمسلمون يحاولون احتكار الجنة وتسجيلها في السجل العقاري: ألم يتوحد المسلمون الأوائل من أجل المصلحة العامة؟ لماذا تغيب الروايات التي تدل على الوحدة ونسعى فقط إلى خلق الادمغة المفخخة ضد بعضنا بعضا؟

إن الإمام علياً (ع) جعل الامامين الحسن والحسين (ع) يحرسان قصر الخليفة الثالث اثناء الثورة وقال للثائرين: «وجزعتم فأسأتم الجزع».

واصبح الكل متيقناً اليوم بمدى خطورة ثقافة التكفير. الحل: أن يحترم الجميع مقدسات الآخر والعمل على المشتركات وأن تتحول الوحدة الإسلامية إلى فريضة تدرس في المدارس وتوضع في المناهج لاخراجها من المؤتمرات الموسمية إلى حركة يومية نراها عبر آليات عملية تصب في خدمة الإسلام والأوطان.

الاختبار الكبير للبحرينيين في الانتخابات البرلمانية القادمة: هل سنشهد قوائم مشتركة لمرشحين من الطائفتين لنعطي درسا عمليا لابنائنا ان الوحدة التي نقول بها ليست شعارا ديماغوجيا وانما حقيقة نعيشها؟ هذا ما ستكشفه الأشهر المقبلة. أملنا في الناس أن ينتخبوا الاكفاء بعيداً عن خلفيتهم المذهبية؛ فالوطني يفكر في الأجيال القادمة والسياسي يفكر في الانتخابات القادمة، كما يقول شكيب ارسلان.

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1254 - الجمعة 10 فبراير 2006م الموافق 11 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً