العدد 1254 - الجمعة 10 فبراير 2006م الموافق 11 محرم 1427هـ

لماذا لا نجرب تجارب ماليزيا الناجحة؟

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

بدأت حرم رئيس وزراء ماليزيا الراحلة داتوسيري عبدالله بدوي بحسها الوطني وروحها المرهفة مؤسسة خيرية وطنية أطلقت عليها اسم «ياياسان بودي بنياينك» منذ خمس سنوات... كان الهدف منها أن تمزج عبق التاريخ الماليزي من خلال حرفة صناعة الباتيك «الرسم على القماش الحرير والقطن» وتطويرها لتتناسب مع الذوق العالمي في تصميم الأزياء من خلال مصممين ماليزيين شباب لم يكونوا يجدوا الفرصة ولا القدرة المادية للإنتاج والانتشار فكانت بمساعدة نائبتها وصديقتها المقربة إليها التي حملت لواء العمل في الجمعية معها ليلى محمد علي التي رافقتها في رحلة علاجها ضد داء السرطان حتي رحيلها منذ أشهر عدة... إلا أن الصديقة العزيزة المخلصة ليلى واصلت العمل الخيري الجاد الذي بدأته حرم رئيس الوزراء رحمها الله عندما كانت تقيم منذ سنوات مباريات كثيرة لاختيار أفضل التصاميم. ثم تقوم بتتويج أفضل تصميم لمصمم ماليزي سواء كان رجلاً أو امرأة ومنحه جائزة تصل إلى 3 آلاف دينار بحريني في معرض سنوي لإطلاقه عالمياً من خلال المعارض التي تقيمها هذه المؤسسة في إيطاليا ومختلف دول العالم تحت رعايتها الكريمة، ما جذب أنظار المصممين العالميين وأخذوا يتسألون عن هذا الفن وروعة تصاميمه الحديثة والموديلات الراقية التي تم تطبيق فن الباتيك عليها... وأقبلوا على هذه الألوان الجميلة المطبوعة بفن محترف ليطلبوا أقمشة خاصة بهم لتصميمها باسلوبهم المميز وبيعها في معارضهم العالمية...

إن ما يعجبني حقاً، وأتمنى أن نقتدي به، هو التنظيم والدقة في المواعيد التي يتم خلالها تسليم الأقمشة كاملة لإي مصمم في الوقت الذي يختاره... إذا قمنا بتطوير الأنسجة المشهورة لدينا وعمل خطة بإن نتمكن في الوقت المحدد من انتاج الكمية المطلوبة من مركز الحرف اليدوية أو ربات البيوت المتدربات تدريباً جيداً عندئذ سننجح في تصدير أنسجتنا البحرينية العريقة إلى العالم... كما يحرص اليوم على انتشارها المصمم المعروف عالمياً وفيق صليبيخ الذي هو بحاجة إلى دعم المسئولين أو المصارف الاستثمارية لكي يتمكن فعلاً من الانطلاق بشكل أوسع مما عليه الآن وتمثيل مملكة البحرين عالمياً في مجال الأزياء. إن الهدف الأكبر الخيري من هذه المؤسسة الخيرية هو إيجاد سوق عالمية للاقمشة الباتيك الماليزية. حسب أذواق المصممين عالمياً... وبالتالي توفير المزيد من الوظائف للشعب الماليزي. وإبراز أصحاب المواهب ودعمهم ليمثلوا ماليزيا في العالم... لذلك خصصت هذه المؤسسة الخيرية فصولاً دراسة لتعليم الريفيات كيفية تطوير أدائهن وستقوم بجلب التقنية العالمية في تطوير صناعة الباتيك حتى يتكمنوا من إنتاج كميات ضخمة وعلى مستوى عالمي للقضاء على جزء من البطالة باسلوب صحيح وذلك بتسويق بضاعة هؤلاء الحرفيين عالمياً. وهذا ما أثار إعجابي بالعقلية الماليزية المسلمة في ترجمة المبادئ الإسلامية باسلوب حديث يفيد أبناء الوطن... وهو ما دفعني إلى أن أطلب من المسئولين في وزراة التنمية الاجتماعية أن يعقدوا محاضرة تلقيها ليلى محمد علي اليوم لتعرض تجربة هذه المؤسسة الناجحة، والأسلوب العملي الذي اتبعوه، لعل المسئولين عن أقسام التنمية الاجتماعية يستفيدون منها ويقومون بتطبيقها. وكان مشرفات المراكز الاجتماعية والحرفية بالوزارة ووزارة الإعلام ومندوب وزارة الصناعة والتجارة وخبير الوزارة عاطف الشبراوي سعداء جميعاً ومتحمسين لمناقشة ليلى عن مختلف جوانب المشروع والعقبات التي استطاعت هذه المؤسسة تجاوزها... ما أسعدني وأسعد الضيفة كثيراً. وتوجت اللقاء وزريرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي بلطفها وذوقها وترحيبها هذه الزيارة عندما استقبلت الوفد في مكتبها في الوزارة.

سلوى المؤيد

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 1254 - الجمعة 10 فبراير 2006م الموافق 11 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً