بنفس السرعة وعنصر المفاجأة اللذين بدأ بهما التوتر الحدودي بين السودان وتشاد قبيل انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي التي استضافتها الخرطوم في الأيام الماضية، خفت حدة هذا التوتر بين البلدين عقب القمة المصغرة التي دعا إليها الزعيم الليبي معمر القذافي وشارك فيها الرئيسان السوداني عمر البشير والتشادي إدريس ديبي وانتهت بتوقيع اتفاق سلام، ويجئ ذلك قبل أيام أيضاً من استضافة الخرطوم للقمة العربية المقبلة.
الصراع السوداني التشادي الغير متوقع، لما بين البلدين من علاقات وروابط قوية تسببت فيه أزمة إقليم دارفور السوداني، إذ إن الحرب بين القوات الحكومية السودانية والمتمردين في الإقليم نجمت عنها موجة لجوء كبيرة تدفقت صوب الحدود التشادية، وخلق هذا المناخ فرصة للقبائل المشتركة بين البلدين لتحقيق أغراضها وأجندتها الخاصة إذ شارك جنود تشاديون ومقاتلون قبليون في الحرب الدائرة في دارفور واستغل البعض هذه الفرصة لشن معارك ضد الحكومة التشادية بهدف إسقاطها.
إذن استمرار الحرب وحال عدم الاستقرار في إقليم دارفور بغرب السودان يشكل عامل قلق لكل من الخرطوم ونجمينا ولابد أن يعمل الطرفان بدلاً من إطلاق الاتهامات كل ضد الطرف الأخر وتحميله مسئولية ما يواجهه من مصاعب كما حدث في الشهور الماضية، أن يوحدا جهودهما ويستغلا مناخ السلام والاتفاق الذي توصلا إليه بفضل جهود ليبيا ودول الجوار لوضع حد لنزاع دارفور بعيدا عن التدخل الأجنبي كما دعا الزعيم الليبي.
وبما أن بإمكان القادة الأفارقة تحقيق تقدم واختراق في هذا الملف فيجب أن تستمر تلك الجهود بعيدا عن جو المشاحنات والخضوع لضغوط الغرب على أمل أن نشهد وضعا أفضل يسهم في تحقيق التقدم والاستقرار لكل بلدان إفريقيا وكفانا حروبا ومآس
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1253 - الخميس 09 فبراير 2006م الموافق 10 محرم 1427هـ