من الصعب أن يتصور المرء أن هناك جهات رسمية تسعى لاختلاق مشكلة أو أزمة في وقت حرج وحساس، ومن الصعب على الإنسان العادي تمالك نفسه أمام هذه الاختلافات التي تثيرها، وفي كلا الحالتين من الصعب منع وقوع أزمة قد تجر البلد إلى هاوية جديدة في حال استمرار مثل هذه الاختلاقات.
ما حدث قبل يومين من إقدام الجهات الأمنية والبلدية على نزع السواد الخاص بمناسبة عاشوراء في قرى المنطقة الغربية في آخر أيام عاشوراء يفرض علينا طرح الأسئلة الآتية:
لماذا اختارت هذه الجهات هذا الوقت تحديداً لنزع السواد على رغم مرور أكثر من أسبوعين على تركيبها؟
ولماذا لم تمهل هذه الجهات هذه المناطق انتهاء فترة عاشوراء ومن ثم إزالتها، نزعا لفتيل أزمة قد تحدث؟ ولماذا لم تشعر الجهات الحكومية القائمين على وضع السواد في القرى، مع علمها بان هذه الجهات تنتمي إلى مآتم مرخصة ومسجلة في الأوقاف الجعفرية؟. ولماذا لم تشرك البلدية الجهات الأهلية والمآتم الحسينية في القرى والمناطق ضمن اللجنة التي أقرت منع وضع السواد في الطرق الرئيسية؟ ولماذا لم تراع الجهات الحكومية العرف السائد منذ سنوات طويلة وقديمة في وضع السواد على كل الطرقات وفي مختلف المناطق من دون ان يكون هناك أي احتجاجات حكومية؟
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1253 - الخميس 09 فبراير 2006م الموافق 10 محرم 1427هـ