العدد 1252 - الأربعاء 08 فبراير 2006م الموافق 09 محرم 1427هـ

الملاك الذبيح على مذبح الفضيلة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

وهكذا يبقى الحسين شعلة متقدة تضيء لنا طريق الحق ويبقى صليل سيوفه نشيداً بابعاد الخلود مرجعاً

انه ينتزع الثناء من فم الزمان ومن ثغر الدنيا وها هي دماؤه تتحول الى كلمات تبث في العالم روح الممانعة والنهوض نحو تحقيق العدالة الاجتماعية: هذي دماك على فمي تتكلم ماذا يقول الشعر ان نطق الدم هتفت وللاسياف باليد رنة والسوط في ظهر الضعيف يحكم.

الحسين لم يمت فها نحن - و في القرن الـ «21» - نسمع دويه يجلجل ليقرع مسامع الزمن انشودة الاحرار وليعزف دمه سمفونية النضال نحو كرامة الانسان كل الانسان متعال على الطوائف والفئات ليحاور الحر كل حر في هذا انطلاقا من الآية (ولقد كرمنا بني آدم) كرم بني آدم وليس فئة خاصة، حاول الامويون والعباسيون اطفاء جدوتك بيد أنك بقيت تزاحم الزمن وتحاصر الايام بلغة لا يعرفها الا الاحرار، كتب كاتب رخيص كتاباً: (يزيد بن معاوية الخليفة المفترى عليه)وألف آخر كتاب: (الحجاج بن يوسف الثقفي وجه حضاري في تاريخ الاسلام) وكتاب (هارون الرشيد أجل ملوك الدنيا)... إلخ من المؤلفات لكن ذلك لم يزدك الا رسوخاً في قلوب المسلمين على شتى اطيافهم، فها هم يحتفلون بذكراك كل على طريقته الخاصة، وجدناك قصيدة جميلة في الدمعة الخرساء لبدر شاكر السياب وقصيدة (العودة إلى كربلاء) لأحمد دحبور ومازلنا نسمع الشاعر احمد عبدالمعطي حجازي وهو يرتل: كأنني سمعت صوتا كالبكاء هذا الحسين وحده في كربلاء مازال وحده يقاتل معفر الوجه يريد كوب ماء والامويون على النهر القريب كأنني أرى دمشق بعد ليلة الغياب بيوتها مظلمة وسجنها العالي فضاء، والعقاد أعطى وصفاً جميلاً للحسين قائلاً: ما تقابل الحق والباطل كما تقابلا في كربلاء. ويقول براون المستشرق الانجليزي :(وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والالم حين يسمع حديثا عن كربلاء؟وحتى غير المسلمين لا يسعهم انكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها).

يا أبا عبدالله، ماذا نقول فيك وان الكلمات لتموت على الشفاه حيرى امام عظمتك.

ورحم الله الشاعر اذ يقول: لو شئت قلت ومادنيا الفتوح سوى دنياك انك دنيا ملؤها ظفر لقد رأيتك فيها ألف قادمة تهوي الشواهق اذ تستوبأ الحفر ومارداً زحم الاعصار منكبه حتى لواه وما ألوت به الغير أنبئك ان دما اهرقت الوية شم اذا ما استحر الخطب ينتشر قذائف قد ادالت من عروشهم ورحت وحدك في الميدان تنتصر فارو الخلود فما كان الخلود سوى وثيقة وقعتها باسمك العصر.

لقد شاء الله ان يتناصف الحسين وأهل البيت وزينب أراضي العباسيين والامويين فها هو ضريح الحسين يملأ سماء كربلاء نوراً واشعاعاً فأين هو المتوكل الذي هدم قبر الحسين واجرى عليه الماء؟ وشاء الله أن يجعل ضريح زينب على قلب الدولة الاموية في الشام، ألم تقل: فوالله لن تمحو ذكرنا ويموت الرسول جسماً ولكن في الرسالات لن يموت الرسول ارجفو انك القتيل المدمى أومن ينشئ الحياة قتيل كذبوا ليس يقتل المبدأ الحر ولا يغلب النهى التضليل كل ومضة من سيوف الحق في فاحم الدجى قنديل كل عرق فروه لهو بوجه الظلم والبغي صارم مسلول.

ورحم الله الشاعر المسيحي بولس سلامة إذ يقول: يابن بنت الرسول حسبك فخرا انك السبط شرف الشهداء

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1252 - الأربعاء 08 فبراير 2006م الموافق 09 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً