العدد 1252 - الأربعاء 08 فبراير 2006م الموافق 09 محرم 1427هـ

علاج الأمراض بالسعادة

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

إن الطب الحديث ومعالجته للأمراض العضوية قد أحرز تقدماً رفيع المستوى، ولكنه وجد أنه كلما تمكن من القضاء على بعض الأمراض... ظهرت أمراض أخرى جديدة يصعب علاجها... ونبدأ في البحث من جديد لعلاج أمراض أكثر تعقيداً!

وبات تسيب الأطباء عموما في تشخيص الأمراض العضوية كوحدة واحدة بحيث يعامل جسد المريض وكأنه آلة أو مكنه تُحدد فيها العيوب وتشخص ومن ثم تتم معالجة ذلك الجزء المصاب بالخلل! وبغض النظر عن الناحية النفسية أو الروحية للمريض! فالاختبارات والتحاليل كلها تُصنف الجسد ولا دخل للروح فيها بتاتاً! والطب الحديث لم يتواصل في علاجه مع الروحنيات إطلاقاً! وفي معظم التجارب الحديثة، وجد أنه معظم مسببات الأمراض العضوية هو مرجعه إلى الخلل النفسي والذي ينقلب بعد حين إلى مرض عضوي... قد يكون عضالاً...

وقد أشارت الأبحاث أيضاً إلى أنه توجد في أجسامنا جميعاً خلايا سرطانية خامدة لا ضرر منها... وقد تنقلب هذه الخلايا فجأة وتتحول إلى خلايا نشطة تقوم بمهاجمة بعض الأعضاء الضعيفة في الجسم، ويبدأ الجسم فيها بالمعاناة والمرض وكل بحسب مقاومته....

فإذا ما كان الجسم شديد المقاومة وذا بنية قوية كانت مقاومته أقوى من الأجساد الضعيفة التكوين، وكذلك كلما كان الانسان أكثر هدوءاً وفي انسجام ذاتي مع نفسه ومع الكون ومع ما يدور حوله من مشكلات كلما إزدادت مقاومته لهذه الخلايا الأكولة والتي تلتهم بشراهة هذا ما لا يطرحه الأطباء ولايشخصونه ولا يقيمونه عن مرضاهم ربما بسبب تدريبهم التقني الميكانيكي البحث أو ربما لقلة الوقت وكثرة المرضى... فهم متعبون! ويقتصرون العلاج في حدود ضيقة

وقد يشخص الكثير من المرضى من انعكاسات المرض بمجرد تحسن في الحالة النفسية وزوال الهموم أو تغير العمل إلى آخر أقل ضغطاً وأكثر راحة، بأن يكونوا سعداء، قد يشفي ذلك حتى من الأمراض المزمنة. فالإنسان لم يخلق للمعاناة الشديدة... وجسده لا يتحمل مثل هذه الضغوط العصرية المعقدة، إضافة إلى ذلك، تعرضه اليومي إلى المشاهدات المزعجة من الأخبار كالدمار والحروب والقتل والتي تقلل من مناعته والخوف يُعرضه إلى الكثير من الصدمات النفسية والتي تتسبب آجلاً أو عاجلاً إلى الأمراض العضوية المزمنة أو الحادة...

فكلما تعرض إلى الهموم والمشكلات ازدادات أمراضه الجسدية والنفسية... وقلت مناعته لمقاومة الأمراض!

بقي أن نعرف ما هو الحل !

هو واضح طبعاً... الاهتمام بالروح والروحانيات والإبتعاد عن مسببات الضجيج النفسي... وهذا يبدأ بالتنازل عن الماديات والتي هي سبب بلائنا في هذه الحضارة الحديثة!

قد نكسب أكثر ولكن ما هو نوع الحياة التي نطمح إليها ونوعية الأمراض التي سنكبل بها أجسادنا بعد اجتيازنا رحلة الحياة!

وللحديث بقية.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1252 - الأربعاء 08 فبراير 2006م الموافق 09 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً