يتحدث هذا الكتاب عن إحدى القرى «شهركان» الواقعة في الجزء الغربي من مملكة البحرين من حيث عادات وتقاليد أهاليها ومرافقها ومعالمها من منازل وعيون ومياه ومزارع ومساجد ومؤسسات تعليمية. ويتعرض مؤلف الكتاب صالح حسين في مختلف فصوله إلى مجموعة من الأمور المتعلقة بحياة القرى مثل: الحرف المختلفة لأهالي القرية من زراعة وفلاحة وصيد. الحرف التي كانت تمارس في البيوت والمجالس. والعادات والتقاليد في القرية كالفزعة والتعاون بين أهالي القرية وكذلك المناسبات الدينية. الأكلات الشعبية السائدة آنذاك.
ويحتوي الكتاب أيضاً على سرد لتجربة المؤلف الشخصية كابن قرية وما عايشه من تجارب وتنقله في مختلف المراحل الدراسية حتى التحاقه بالعمل المصرفي وكذلك عمله في مجال الأندية والمؤسسات الاجتماعية. ولمجموعة من الصور لبعض المناسبات في القرية وصور لرجالات القرية الذين توفاهم الله والذين ساهموا في اثراء تراث القرية.
أفرد المؤلف الفصل الأول من الكتاب عن القرية وتحدث عن موقعها وعدد سكانها وعن منزلها ومساجدها وعيونها المائية وعن المزارع والمظاعن وعن مقابر القرية والمآتم والحسينيات وعن المؤسسات التعليمية والمجالس في القرية. وخصص الفصل الثاني للحديث عن الزراعة اذ تناول بالشرح جانبا من ذكرياته عن هذه الحرفة وتناول زراعة النخيل كأهم مهنة في حياة أي قروي وذكر أنواع أشجارها وثمارها وطرق الاستفادة من جميع انتاجها ومكوناتها وذكر مواسم هطول الأمطار الغزيرة في القرى وتناول بعض الذكريات عندما كان وادي الصخير - القريب من القرية - يمتلئ بمياه الأمطار. وفي الفصل الثالث تطرق الى صيد الجراد والطيور والأسماك، نظراً إلى ما عرف عن قرية شهركان من توافر لتلك الأحياء في مواسم معينة ما كان يؤدي الى تنشيط حركة الصيد آنذاك. وخصص الفصل الرابع لتناول عادات وتقاليد أبناء القرية في فترات قديمة ومنها «الفزعة». كما تناول الفصل الحرف والمهن والعادات والتقاليد القديمة التي تمثل تراثا حقيقيا كالصناعات اليدوية والحلاقة والحجامة وغيرها، وشمل الفصل كذلك الأكلات الشعبية التي كانت مشهورة في قرية شهركان وبقية القرى الأخرى.
في هذا الكتاب يستعرض المؤلف المحامي عبدالله آل سيف بعض طوائف الشرق ومعتقداتها وأماكن وجودها. وهي طوائف لاتزال تعيش حتى الآن. ولها حضور في إيران والهند ولبنان والعراق والباكستان والخليج العربي وأوروبا. والكتاب يتكون من باب واحد يحتوي على عشرة فصول كل فصل تناول فيه المؤلف طائفة واحدة ومعتقداتها فذكر : العلويين، الدروز، القاديانيين، اليزيديين، البهائيين، البربر، الموارنة، السيخ، الصابئة والمجوسية.
فعن العلويين ذكر المؤلف: أن العلويين مسلمون موحدون ناصروا الاسلام والمسلمين ووقفوا سدا منيعا ضد أعدائه في الداخل والخارج، ولكن الطوائف الاسلامية الأخرى جازتهم على ذلك جزاء سنمار. ليس لذنب ارتكبوه ولا لجريمة اقترفوها الا محبة أهل البيت وموالاتهم. فهذه الجماعة العلوية كانت ومازالت تتهم في دينها وعروبتها. فتوصم بالنصيرية نكاية بها، كما اتهموا من قبل أبناء الطوائف الأخرى بالكفر والزندقة والاجرام ما عرضهم الى السلب والنهب واهدرت حرماتهم وأبيحت ممتلكاتهم وأخرجوا عن حظيرة الاسلام والمسلمين فقتلا في الأرواح وسلبا في الأموال وتعذيبا في الأجساد واذلالا في النفوس لا لذنب اقترفوه الا أن يقولوا ربنا الله.
ويقول عن «الدروز» ان نسبهم يرجع الى القبائل العربية التي كانت تعيش على أطراف شبه الجزيرة العربية وجنوبها بالذات، ومن هؤلاء العرب قبائل تنوخ ولخم وهذه قبائل عربية جنوبية رحلت من بلاد اليمن في شكل موجات بشرية بعد تصدع سد مأرب ولم تذهب هذه القبائل العربية مباشرة الى بادية الهلال الخصيب بل استقرت أولا في اقليم البحرين الممتد من البصرة شمالا حتى عمان جنوبا وكانت عاصمته «هجر» ثم هاجرت هذه القبائل العربية الى منطقة الحيرة والأنبار بالعراق وكونت لها ملكا واسعا وسلطانا قويا ونصبت عليها ملوكا عرفوا بملوك الحيرة التنوخيين أو اللخميين وتنوخ ولخم فخذان من هذه القبائل العربية
العدد 1252 - الأربعاء 08 فبراير 2006م الموافق 09 محرم 1427هـ