رسالة الى اصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو الزعماءالعرب والمسلمين المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد...
أن اصرار الحكومتين الدنماركية والنرويجية وكل من يساندهما على موقفهم السلبي في قضية الاساءة للرسول الكريم محمد (ص) وعدم تقديم الاعتذار الرسمي الذي يليق بالأمتين العربية والإسلامية وجسامة الفعل الفاحش الذي أرتكب بحق مليار ونصف المليار، لم يترك لكم المجال للسكوت أكثر من ذلك.
هذا السكوت أعطى الآخرين انطباعا ان القضية ليست مهمة على المستوى العربي الإسلامي «الرسمي» كما إنها ليست قضية «أمن وطني» بالنسبة إليكم واستدعاء سفرائكم «للتداول» في القضية التعبير عن «انزعاجكم» كرس هذا الانطباع.
أيها الزعماء... إن الغضب الشعبي والتظاهرات التي عمت شوارع المدن العربية والإسلامية ضوء اخضر لتبادروا باتخاذ المواقف الجريئة والدفاع عن النبي الكريم وبيضة الاسلام بوجه هذه الهجمة العنصرية المتسترة برداء الحرية.
لن نطالبكم بارسال الجيوش والطائرات المقاتلة لدك مقر الصحيفة الدنماركية وكل من تجرأ على«محمد» كما لن نطالبكم بقطع النفط عن هذه الدول أو مقاطعتها فورا فنحن أمة تحترم قواعد العلاقات الدولية «كثيرا جدا» ونحسب لها ألف حساب، لكن في المقابل من حقنا أن نطالبكم بما هو معقول و«دبلوماسي أيضا» وهو عقد قمة مشتركة عربية إسلامية تنظمها على وجه السرعة كل من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي تعقد في مكة المكرمة باسم «قمة محمد» على ان لا يتخلف عنها احد منكم مهما كان السبب، وتتضمن بندا واحدا فقط هو الدفاع عن رسول الله، على أن تحدد القمة جدولا زمنيا متسلسلا لبدء عقوبات دبلوماسية واقتصادية وثقافية وسياحية بحق كل جهة لا تقدم الاعتذار الرسمي والعلني عن فعلتها الدنيئة مع التزام حكومات هذه الدول بعدم تكرار ما حدث مرة أخرى يصاحبه تحرك جدي لاستصدار قرار دولي يجرم كل من يتطاول على مقدسات المسلمين. أيها الزعماء... قولوا كلمتكم أمام الله وأمام شعوبكم أن «محمدا» خط احمر، وأن من يتطاول عليه يجب ان يدفع الثمن. قولوا كلمتكم: إن سلاح النفط سيف بتار بيد العرب والمسلمين يشهر بوجه كل من يتجرأ على محرماتنا كائنا من كان. قولوا كلمتكم فيمكننا العيش بلا زبدة دنمركية أو جبنة فرنسية أو سياحة نرويجية.
انها فرصتكم لأخذ زمام المبادرة في هذه القضية الحساسة والخطيرة للمصالحة مع شعوبكم وفتح صفحة جديدة معهم. انتهزوا هذه الفرصة قبل ان ينتهزها «الغلاة والمتطرفين» وهم «سبب البلاء» الذي شوه صورة الاسلام والمسلمين بأقوالهم وأفعالهم وصاروا مثلبة علينا.
لتكن قمة «محمد» علامة فارقة في تأريخ العرب والمسلمين، لنظهر شيئا من عزيمتنا وقوتنا وإيماننا فهذا الزمن زمن الأقوياء لا زمن الضعفاء وأنتم أقوياء ان شاء الله بإيمانكم وشعوبكم ودينكم ونبيكم.... ومن ينصر الله ونبيه فلا غالب له.
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1251 - الثلثاء 07 فبراير 2006م الموافق 08 محرم 1427هـ