مع ازدهار فعاليات عاشوراء التي تشهدها البحرين كل عام، وتعدد أساليب المشاركة الجماهيرية في إحياء ذكرى عاشوراء، يبرز إلينا واضحاً عطاء إنساني نبيل يتمثل في الحملات التي تنظم كل عام للتبرع بالدم.

هذه الحملات، التي وفرت في العام الماضي أكثر من 30 ألف وحدة من مختلف فصائل الدم، تثير فعلاً الإعجاب عندما يفكر المرء كم من الأرواح تمكنت من إنقاذها، وكم من المرضى خففت معاناتهم. هذه الحملات، التي يعمل منظموها جادين كل عام، تستقطب أعداداً جديدة عاماً بعد عام. فمن دون ضجيج لافت، كان المتبرعون وما زالوا يتدفقون للتبرع، يحدوهم إيمانهم بفكرة العطاء، التي استوحوها من المناسبة المليئة بقصص البذل والتضحية والفداء. وأمام مشهد حافل بالمعاني النبيلة والجميلة، يستشعر المرء كم أهل البحرين طيبون، وكرماء، ومحبون للبذل والعطاء. وكيف يمكن أن يدفعهم إيمانهم بفكرة فقط، للبذل من دون حساب أو سؤال. وقفات من هذا النوع، تستدعي الاحترام والتقدير، والتشجيع أيضاً من أجل عطاءات أكثر وأوسع مستقبلاً. فربما استوحى أهل البحرين بعد سنوات سبلاً أخرى للعطاء، وأبدعوا وجددوا فيه مثلما جددوا ويجددون في طرح عاشوراء عاماً بعد عام. وربما ترفع عاشوراء البحرين في السنوات المقبلة شعارات بذل وعطاءات أخرى، نابعة من طيبة والفة عرفها أهل البحرين على الدوام.