رغم خلافاتنا الكثيرة المتجددة بيننا والغربيين خصوصا عقب نشر الرسوم المسيئة للنبي (ص) فإنه ليس كل ما هو غربي معاد لملتنا وأمتنا، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك.فها هو الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك يتصدى للمغرضين الذين يقولون أن ما يجرى الآن هو اشتعال لتصادم الحضارات. فقد كتب فيسك إن الامر في رأيه «لا يتعلق بمواجهة بين الإسلام والعلمانية،لأن المسلمين ينظرون لنبيهم على أنه الرجل الذي اصطفاه الله لتلقي الوحي بينما ننظر نحن (في الغرب) لأنبيائنا على أنهم جزء من التاريخ السحيق الذي لا يتلاءم مع حقوق الإنسان الحديثة».

وأوضح فيسك «أن المسلمين، وخلافا لنا نحن كغربيين، يعيشون ديانتهم ويمارسونها على الوجه الأكمل. تمكنوا من الحفاظ على عقيدتهم على رغم مطبات الدهر، بينما لم يعد هناك عدد كبير من المسيحيين في أوروبا...والحل لا يكمن في أن نهاجم ديانات العالم الأخرى''.

وفي الدنمارك مخترعة البدعة الكبرى،تظاهر جمع غفير من اليسار المتطرف ضد الكاريكاتور المشين والذي يتبناه اليمين المتطرف.وقال الأمين الإقليمي للشباب في حزب الشعب الاشتراكي''نقوم بهذه التظاهرة لنظهر أننا كمنظمات محلية نقول لا للتظاهرات العنصرية ضد مسلمي الدنمارك والعالم''.

بيد أننا نسيء لأولئك الأصدقاء من الغربيين الذين يقفون مع قضايانا.فالأسبوع الجاري أوقفت السلطات المصرية النائب البريطاني وزعيم حزب ''الاحترام'' جورج غالاوي ومنعت دخوله القاهرة للمشاركة في محاكمة شعبية للرئيس الاميركي جورج بوش،ورئيسي الوزراء البريطاني طوني بليروالاسرائيلي ارييل شارون لارتكابهم جرائم حرب. وتعلمون من هو غالاوي ذلك الذي رفض المشروع الانجلو أميركي في المنطقة وعارض غزو العراق حتى فقد عضويته في حزب العمال البريطاني.وهكذا نتصرف كأننا أمة لا تفرق بين من معها ومن ضدها. كان ينبغي على حكوماتنا مناصرة الشخصيات الغربية البارزة التي تقف دائما في صفنا بالعدل ،وذلك بدعمهم بشتى السبل وتوطيد العلاقة معهم لأنهم يستطيعون أن يخاطبوا أمتهم بالطرق واللغة التي يفهمونها أكثر منا