العدد 2453 - الأحد 24 مايو 2009م الموافق 29 جمادى الأولى 1430هـ

تلال «عالي»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

علمونا منذ أن كنا صغارا أن جزيرتنا البحرين تحتضن أكبر مقبرة تاريخية عرفتها البشرية في العالم. على اعتبار أنها كانت جنة الخلود الأبدي لسكان أهل البحرين القدماء (الدلمونيين) وأيضا ما جاء من ذكر في الكتابات المسمارية التي وجدت في مقتنيات ملك حضارة سومر الأعظم بالعراق الملك «أور» وغيره.

أتذكر تماما كيف تحدث علماء وخبراء الآثار بحب عن حضارتنا في كل زيارة كنت أقضيها في أواخر التسعينيات وأنا أغطي أخبار مكتشفات فرق التنقيب الأثرية من قلعة البحرين إلى الشاخورة والجنبية ومدينة حمد وعالي وكيف كان كل من ألتقيه من الخبراء الأجانب يخبرني بنهم عن تاريخ جزيرتنا وأيضا عن إعجابه بحضارتنا مثل الفرنسي بيير لومبارد وعن تلالنا الأثرية المترامية هنا وهناك ولاسيما على طول قرى شارع البديع ووصولا إلى «تلال عالي».

نعم «تلال عالي» هكذا علمونا ونحن ندرس كتب التاريخ عن وطننا وهكذا صنفوها على اعتبار أنها كانت تلالا تنتمي إلى حقب حضارة دلمون الثلاث، وأيضا بحضارة تايلوس التي كانت تضم في جعبتها أنواعا من التلال التي بدت وكأنها في يوم من الأيام تغطي جزيرتنا بشكل لافت كما جاء في كتب الرحالة الأوروبيين، مما أثار فضولهم في البحث وأيضا أثار دهشتهم من شدة تناسق وجمال هذه التلال التي جعلت جزيرتنا البحرين أعجوبة لما خبأته حضارتها المنسية دلمون إلى حين اكتشافها على يد الدنماركيين.

مناسبة هذه المقدمة الطويلة عن تلال جزيرتنا «عالي» التي عرفت في الماضي والحاضر بـ«عالي» أن هذا الاسم لا يمكن شطبه لأي سبب كان، وإلا فإننا بذلك نشوه تاريخنا بيدنا ونغيره كما يحلو لنا دون احترام لما قام به سكان البحرين القدماء.

إن ما طالب به عضو كتلة الوفاق في مجلس النواب السيدعبدالله العالي بضرورة إعادة التسميات الحقيقية الواقعية لما كانت عليه لتلال عالي، هو أمر منطقي. فمثلا لا يمكن أن نغير اسم عراد أو المحرق إلى شيء آخر كما هو الحال مع باربار وغيرها لأن تلك أسماء قديمة جدا مثل سار التي يعود اسمها مثلا إلى 3000 سنة ما قبل الميلاد وتعني «الدورة الكاملة» بحسب كتب علماء الآثار العلمية التي نجدها على أرفف المكتبة البريطانية والمتحف البريطاني في قلب العاصمة لندن.

أن المقبرة الملكية والتلال الأثرية كانت مسجلة في كتب التاريخ بمقبرة عالي وتلال عالي الأثرية... ويكفى أن ما تبقى من هذه التلال هو القليل في الماضي وفي الحاضر؛ لأن عمليات طمر هذه التلال مستمر بحجة هذا وذاك لكون الحديث عن الآثار هو حديث الطرشان لدى البعض في البحرين!

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2453 - الأحد 24 مايو 2009م الموافق 29 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً