في الملحق الرياضي لواحدة من الصحف البحرينية الصادرة بالأمس كانت صورة مدير الشئون الفنية بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة ومعها خبر نشر بالبنط العريض. الخبر كان عن إتمام التجهيزات وصرف الموازنة المقررة لعمل مدينة خليفة الرياضية على أنقاض وفي مكان الملاعب الرياضية القديمة في مدينة عيسى.

طبعاً الخبر لم يكن جديداً ولذلك لم تنشره الملاحق الرياضية لباقي الصحف البحرينية. ولكن السؤال الأساسي الذي دائماً ما يدور في ذهني هو: هل واجب الصحافيين الرياضيين هو نقل الخبر فقط من دون أي تعليق عليه؟ يعني، هل يعتقد المحرر في أية صفحة رياضية. وفي أي ملحق لأية صحيفة. بأن نقله لخبر يضر قسماً كبيراً من المجتمع البحريني يعتبر سبقاً صحافياً؟ وإذا كان هذا المحرر يعرف بأن هذا الخبر فيه مضار كثيرة لقسم من المواطنين فلماذا ينقله بكل فخر واعتزاز من دون أن يعلق عليه؟...هذه أسئلة دارت بذهني بالأمس وأنا أقرأ فرحة محرر خبر البدء في إنشاء مدينة خليفة الرياضية. هو يعتقد بأن لديه سبقاً صحافياً مميزاً ولم يفكر (ولو للحظة) بسكان مدينة عيسى المساكين. الذين سيعانون في الوصول إلى منازلهم. ويذوقون أشد أنواع العذاب من كثرة الضجيج الذي يقلق حتى منامهم.

لا الأخ عبدالرحمن بوعلي. ولا أي مسئول في المؤسسة العامة للشباب والرياضة. ولا حتى بعض الصحافيين الرياضيين. فكروا. أو مازالوا يفكرون في راحة البشر من سكان الأحياء المحيطة والملاصقة للأرض المخصصة لهذه المدينة الرياضية. ولم يفكروا أيضاً في كيفية وصول اللاعبين والمشجعين إلى ملاعب هذه المدينة الرياضية، وأي شارع (هاي وي) أوجسر من شوارع وجسور مدينة عيسى الحالية يستخدمون...الظاهر أن حكومة مملكة البحرين تعمل في اتجاه والمؤسسة العامة للشباب والرياضة تعمل في اتجاه آخر. فالحكومة لا تعطي ترخيصاً لفتح فنادق في المناطق السكنية. ولا تعطي ترخيصاً لمطاعم الدرجة الأولى في الأحياء السكنية. وذلك حفاظاً على عدم إقلاق راحة السكان الذين يريدون الراحة بعد عناء العمل...الحكومة تريد راحة المواطنين والحفاظ على خصوصيات الأحياء السكنية. والشئون الفنية بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة تريد عكس ذلك تماماً. كم نصحناهم، ولكنهم لا يريدون النصيحة. والآن الكرة في ملعب سكان الأحياء الملاصقة للمدينة الرياضية (المزمع إقامتها) من كل جانب. وعليهم أن يتحركوا...لو كنت منهم لنصبت لي خيمة احتجاج في وسط المنطقة وعلى السجادة الخضراء.