كما كان متوقعا خسرت إيران معركتها أمام مجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أحال ملفها لمجلس الأمن. ولم يكن في الوارد أن تفوز طهران في هذه المعركة إذ عملت الولايات المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا على تقوية موقفها عقب فشل جهود الترويكا الأوروبية في محاولة إقناع الحكومة الإيرانية بالتخلي عن طموحاتها النووية مقابل إغراءات اقتصادية.
ونجحت هذه الخطوة المضادة لتحركات إيران الدبلوماسية مستغلة النتيجة التي توصلت إليها الترويكا وهي أن طهران لا تتعاون مع المجتمع الدولي وبالتالي لابد من مناقشة الأمر على مستوى مجلس الأمن. وصار أمام إيران بعد خسارة هذه المعركة فرصة حتى يوم 6 مارس/ آذار المقبل لتعمل على تجنب وضع نفسها في مواجهة خاسرة مع دول مجلس الأمن. وعليه لابد أن تتحرك طهران على محور روسيا الصين.
ومن المتوقع أن تخطو إيران بالفعل هذه الخطوة، ويعزز ذلك ما أعلنه المتحدث باسم خارجيتها حميد رضا آصفي بأن مفاوضات بلاده مع روسيا بشأن خطة تخصيب اليورانيوم ستتواصل. ويعني ذلك أن إيران تدرك جيدا أن خسارة معركة واحدة في سبيل حصولها على حق المعرفة النووية لا يعني بالضرورة خسارتها الحرب في هذا المجال.
القيادة الإيرانية مطالبة في الفترة القليلة المقبلة أن تمارس أقصى قدر ممكن من ضبط النفس والتركيز على الخروج من هذه المعركة بأكبر قدر من المكاسب وان لا تضع نفسها أمام طريق مسدود يقودها لمواجهة غير معروفة النتائج مع القوي التي تتربص بها شرا ولا تريد لها الخير
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1249 - الأحد 05 فبراير 2006م الموافق 06 محرم 1427هـ