لا يفصلنا عن بداية التسجيل للانتخابات البلدية سوى شهرين... بالكثير... وعلى الذين يريدون خوض هذه الانتخابات سواء من الأعضاء الحاليين أو ممن لم يحالفهم الحظ في الفوز بمقعد في المرة السابقة أو المترشحين الجدد التحضير والتجهيز لها من الآن.
على المترشحين الذين يريدون الفوز بمقاعد المجلس البلدي في جميع المحافظات أن يتجهزوا من الآن بمحاولة كسب أصوات الناخبين... والناخبين لا يعطون أصواتهم (عادة) إلا للشخص المترشح الذي سيفيدهم عندما يفوز بمقعد له في المجلس الجديد.
لابد وأن يعرف المترشحون بأن بعض... أقول بعض وليس الكل... المجالس البلدية الحالية لم يفيدوا منطقتهم بتاتا... وبمعنى آخر لم تستفد بعض المحافظات من المجالس البلدية الموجودة فيها وجاءت عن طريق الانتخاب... وبعض أعضاء هذه المجالس لا يعرفون ما هي الواجبات الملقاة على عاتقهم.
اختلط الحابل بالنابل في بعض المحافظات... ولم يتقيد أعضاء المجالس البلدية، وحتى روؤساء المجالس... لم يتقيدوا، أو يطالبوا، أو ينفذوا واجباتهم... وانتظر ناخبوهم أن يأتي منهم الكثير من الخير لمناطقهم... ولكنهم لم يكونوا يفهمون حتى كيف يؤدون هذه الواجبات وسط التداخل في الأدوار والمهمات بينهم وبين الهيئة التنفيذية التابعة لوزارة البلديات... وبينهم وبين المحافظ المعين والتابع لوزارة الداخلية.
الذي ساعد كثيرا في إختلاط الحابل بالنابل في جميع المحافظات تقريبا هو ضعف المجالس البلدية المنتخبة... وعدم قدرتها على تنفيذ واجباتها والتي من المفروض أن تكون مكتوبة لها في القوانين... وهذا الضعف نابع من عدم وجود آلة الضغط على الهيئة التنفيذية.
آلة الضغط هي بطبيعة الحال مجلس النواب المساند للمجالس البلدية المنتخبة... والهيئة التنفيذية هي بلديات المحافظات التابعة لوزارة البلديات والتي تمسك بيدها الموازنات المخصصة لكل مجلس بلدي في كل محافظة.
ضعف آلة الضغط (مجلس النواب) حدث بسبب عدم تعاون... أو عدم رغبة تعاون بعض المجالس البلدية معهم... ولذلك لم تنقل أية شكاوي من المجالس البلدية إلى مجلس النواب... والهيئات التنفيذية التابعة لوزارة البلديات إستغلت هذا الوضع ولم تتعاون مع المجالس المنتخبة... بل هضمت حقوقة وسيطرت على الوضع بالتعاون مع المحافظ.
بعض المحافظين... وهنا مربط الفرس... استغلوا هذه الفرصة ونسوا بأنهم تابعون لوزارة الداخلية... وواجباتهم فقط أمنية... تدخلوا شخصيا لإضعاف المجالس البلدية، وشددوا على قوة علاقاتهم بمدير عام البلدية التابع للوزارة والذي بيده الموازنة... حتى استحكمت قبضتهم لفرض سيطرتهم الشبه كاملة على محافظاتهم... حتى أن أحدهم قال لرواد مجلسه: أنا ممثل جلالة الملك في هذه المحافظة.
طبعاً المجلس البلدي الضعيف والذي لا يعرف حقوقه وواجباته... أو الذي يعرفها ولا يتمكن من تنفيذها... أو الذي يريد أن يعدل عليها بما يخدم صالح المجتمع ولكنه لا يجد المساندة والدعم من مجلس النواب... أو الذي يترك المحافظ يستولي عليه ويتصرف بدلاً منه... أو الذي لا توجد لديه آلية للسيطرة على الهيئة التنفيذية... هذا المجلس البلدي ليس هو المجلس المطلوب وجوده في أي من محافظات مملكة البحرين.
لذلك... الآن وقبل الانتخابات القادمة للمجالس البلدية يجب على كل مواطن يريد أن يتقدم للترشح... يجب عليه أن يفتح الكتب والسجلات... يقرأ القوانين والحقوق والواجبات... ويعرف ما هي واجبات المحافظ، وماهي واجبات مدير عام البلدية، وماهي واجبات المجالس البلدية.
إذا عرف المترشح للمجالس البلدية هذه الحقوق والواجبات ودرسها جيدا... أصبح في إمكانه أن يكون عضواً بلدياً ناجحاً في حالة فوزه (إن شاء الله)... وسيصبح في إمكانه أن يطالب بحقوقه المسلوبة حاليا من قبل الآخرين... كما وأنه سيكون في مقدوره أن يطالب بتعديل أو زيادة بعض من واجباته عن طريق التعاون مع مجلس النواب.
الشرط الأساسي في وقت الانتخابات هو أن لا يعطي وعود لا يستطيع تنفيذها... ولا يوهم ناخبيه بمحاولة نقل مطار البحرين من المحرق إلى مدينة عيسى
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1249 - الأحد 05 فبراير 2006م الموافق 06 محرم 1427هـ