العدد 1249 - الأحد 05 فبراير 2006م الموافق 06 محرم 1427هـ

حتى لا تحترق المدنية بصراع الحضارات

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

الرسول (ص) هو منقذ البشرية. نقل العرب من التخلف إلى التحضر. كان العرب يحجون للكعبة ويطوفون بها وهم عراة بلا ثياب ينتزعون ثيابهم من على أجسادهم اعتقادا أنها تلوثت بالذنوب فلا يصح الطواف بها. عقلية ماضوية تستدعي الشفقة، متناسين انهم ايضا يذنبون بأجسادهم!

وكانوا يمتنعون عن الطعام والشراب الطيبين لاعتقادات أخرى. جاء الرسول (ص) فحضرهم خصوصاً في المدينة، إذ طرح القيم المدنية في قبال قيم البداوة. يقول الإمام على (ع): «كنتم على شردين وفي شر دار. الأصنام فيكم مصلوبة والاثام فيكم معصوبة تسفكون دماءكم وتقطعون اعماركم».

الرسول أسس لحوار الحضارات في مجتمع المدينة المتميز بالتنوع وملتقى للتجمعات البشرية والتجار، إذ اليهود والنصارى إلخ.

إذا نحن قيمتنا كمسلمين بتمسكنا بقيم الرسول.

وللرسول دور في تقدمنا، في تحضرنا واي تخلف يعيشه المسلمون فهو بسبب انفسهم.

ان نشر الصور الكريكاتيرية المسيئة للرسول لا يمكن تبريرها، فهي إساءة واضحة تنم عن عقلية قديمة.

أعتقد أن اليهود اشطر من المسلمين في ردات فعلهم تجاه أية جريدة أو أية اساءة لهم أنظر كتاب حياة في الإدارة للقصيبي. فهم لا يلتجئون إلى العواطف أو الهياج الشعبي فقط، بل لهم أساليبهم المهنية والعلمية في إضعاف أو محاصرة أية إساءة بوسائل ضاغطة وهذا ما يغيب عن المسلمين في تعاطيهم مع الاحداث.

فلنقرأ كيف تعاطى اليهود مع روجيه جارودي بتهمة العداء للسامية، وكذلك باي باب جاءوا لشيراك في محاصرة قناة المنار وكيف طوقوا غازي القصيبي في قصيدته آيات الاخرس؟ اليوم الصراع صراع تكتيك يقوم على أدوات تكنولوجية ومصالح اقتصادية وسياسية. بمعنى بهلوة وعقل ثعالبي.

السؤال: لماذا استطاع الإسرائيليون أن يقنعوا الغرب انهم مضطهدون في مجتمع شرقي متخلف وان ديمقراطيتهم أفضل ديمقراطية؟

اليهود في الغرب دخلوا كل الامكنة وهم المضغة الأكاديمية في أميركا مثلا اما العربي في الغرب - ففي أكثر الاحيان- مشغول أيضاً بتسجيل الأهداف التاريخية على طريقة قناة المستقلة. في واشنطن زرت مسجداً للصلاة في يوم الجمعة وإذا الخطيب يتحدث عن أهمية النظافة، وأثناء حديثه كان بالجوار خطيب بلا مسجد يحيطه عدد من المصلين يرد على خطيب النظافة. سألت الخطيب قلت له أنت في أميركا وحديثك في اهمية النظافة قال اما عن النظافة فاذهب لحمام المسجد ستعرف السبب اما عن الخطيب المشاكس فهو على خلاف لأطروحاتي منذ 15 عاماً ونحن على هذا الوضع.

سألت وتبحثت فتبين لي ان كل خطيب من هؤلاء محسوب على دولة شرقية أخرى.

السؤال: هل استطاع مسلمو المهجر الوصول إلى مواقع النفوذ السياسي والاقتصادي والفني للتأثير على القرار الغربي؟

كان العقاد يحاول وقتلناه وإذا جاء أي أكاديمي كبير من مسلمي المهجر اعتقلناه في دولنا العربية والإسلامية فكيف النفوذ؟

إهانة الرسول (ص) هي دعوة تشجيعية للقضاء على الفكر التسامحي الوسطي بين المسلمين وتحويل المسلمين إلى منطقة متوترة على الغرب. عقلاء الغرب يجب أن لا يسمحوا للأغبياء الغربيين من جر العالم إلى صراع وبؤر للاحتقان.

راسم الكريكاتير شخص مستهتر ولا يحمل ادنى وعي بالمسئولية فلابد من وضع ضوابط لذلك، فهل تقدر جريدته أن تكتب شيئا ضد الصهيونية العالمية أو أن تلامس قضية ماساة اليهود مع هتلر؟ نقطة اخيرة يجب عدم الخلط في الأمور فالمسيحيون خصوصاً ذوو الأصول الشرقية في الغرب ليس لهم ذنب وحتى بقية الاديان.

كما أننا كمسلمين بريئون من الذبح والقتل للمسلمين وغير المسلمين في العراق أوغيره كذلك ليس كل غربي متورطاً في هذه الاساءات وهناك عشرات الغربيين الذين ألفوا كتبا ولهم مقولات في مدح الرسول منهم برناردشو وتولستوي وجيبوت وجرنيه ودينسون ودولاند وول ديورانت والعشرات.

يقول كارليل: «من العار أن يصغي أي إنسان متمدن من أبناء هذا الجيل الى وهم أن دين الإسلام كذب وان محمدا لم يكن على حق».

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1249 - الأحد 05 فبراير 2006م الموافق 06 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً