كان واضحاً ضبط النفس الذي تحلت به المعارضة طوال فترة مقاطعتها، وكان جلياً إصرارها على توجيه دفة نشاطها نحو التهدئة والسكون، على رغم عدم إجماع أقطابها على هذا النهج الذي فسره البعض خروجاً عن جادة المألوف لدى المعارضات في أمكنة كثيرة. سياسياً وأدبياً لا بد أن يلقى سلوك المعارضة هذا والذي أشادت به جهات عليا في أكثر من مناسبة ترحيبا عمليا من جانب السلطة، ولو في الوقت الضائع قبيل الانتخابات المقبلة التي قاطعتها المعارضة قبل أربع سنوات، وجلي أنها ستشارك فيها حتى من دون أن تلمح السلطة بالاستجابة لمطلب واحد من المطالب التي كانت سببا في مقاطعة المعارضة لانتخابات 2002.
قد لا يكون كافيا ترحيب السلطة بمشاركة المقاطعين من دون التقدم خطوة عملية واحدة إلى الأمام تعيد إلى الأذهان أجواء ما قبل انتخابات 2006، وربما خطوة جريئة في هذا الطريق تقرب نسبة المشاركة إلى نسبة التصويت على الميثاق. إذا نجحت السلطة في التخلص من خجل «البذل» وإعادة النظر في بعض ما تعتبره المعارضة يحتاج إلى تغيير، فإن انتخابات 2006 ستكون عرساً ديمقراطياً حقيقياً، يؤصل الطريقة التي اختارتها المعارضة أسلوبا للتعاطي طوال سنوات مقاطعتها. الانتخابات على الأبواب وجلالة الملك أكد أن دخول المقاطعين إثراء للتشريع والرقابة، وهذه شهادة تعتز بها المعارضة من دون أدنى شك، ولعلها تحمل خلف أسطرها خطوة جريئة تجعل المعارضة تشارك وهي مبتسمة كما صوتت على الميثاق وهي مبتسمة.
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1248 - السبت 04 فبراير 2006م الموافق 05 محرم 1427هـ