دائما يسأل الصحافيون عن طبيعة مهنتهم وصعابها في كل حدث وموقف ايا كان... فحياة من امتهن هذه المهنة تكون غالباً لا وقت له ولا حياة اجتماعية حقيقية بمعنى الكلمة، فما بال لو كان الأمر منصب على المرأة الصحافية الزوجة والأم التي عليها ان تتمتع بقوة خارقة ان لم تكن مكوكية لتنجز ما لديها في وقت يسارع البرق - ان جاز لنا التعبير.
فالصحافة ليست كما يظن البعض وجاهة واسم وشهرة وان كانت تعطي شيئاً من ذلك ان ثابر الصحافي والصحافية في عملهما باخلاص ودقة متناهية.
مع انه واقعاً يتألم امثالي ممن عشق هذه المهنة منذ مقاعد الدراسة الثانوية ابان غزو نظام صدام حسين المخلوع للكويت في العام 1990 ان يتحمل طول ساعاتها وصعابها لتحقيق هدف الوصول الي الخبر ومن ثم إلى النشر متى أقرت ذلك هيئة التحرير الآمر الناهي في هذه المهنة التي لا يمل تعبها حتى وان كان قاسيا في بعض الاحيان .
فصاحب هذه المهنة يحن إلى حياة واجواء عائلية هادئة مع ابنائه قد يفتقدها غضباً عليه وذلك بسبب طمع هذه المهنة اللا منتهي.
الصحافة فن قبل ان تكون مهنة وهي ذات انواع لكن أصعبها الميداني الذي يصاحبه تحد مع النفس للتواصل مع الحدث عن قرب لا عن بعد وهو قلما تذوقه حتى بعض اصحاب القلم الذي يحبذ عمل التحرير من داخل مباني الصحف أو كتابة زوايا أو اعمدة في اجواء باردة يطلقها عبر اثير اسلاك أجهزة حاسوبه الآلي من أي مكان يشتهي...
فمهنة الصحافة هي عشق يتحول فيما بعد إلى ادمان وهو ما ذكره لي يوما زميل رحل في وقت لم يكن للصحافة البحرينية طعم مثل الاجواء التي تشهدها اليوم... ويكون كلام الزميل الذي اعطى ما اعطته هذه المهنة صحيحاً... ولن يفهم مغزى هذه الكلام الا من امتهن وجرب وعايش مهنة تأخذ أكثر ما تعطي... فهل يقدر الآخرون عملنا؟ ويقدر المجتمع الرسالة التي نسعى ان نصنعها؟...
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1248 - السبت 04 فبراير 2006م الموافق 05 محرم 1427هـ