الإنسان موقف والخير في ذلك طبعاً أن يتخذ الثبات على الموقف الصحيح وليس الموقف الخطأ.
انتهت أخيراً الأزمة الحكومية في لبنان بقرار وزراء حركة أمل وحزب الله استئناف مشاركتهم بجلسات الحكومة بعد 53 يوما من إعلان مقاطعتها، وذلك بعد تصريح رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في مجلس النواب بقوله: «نحن لم نسم ولن نسمي المقاومة إلا باسمها وهو المقاومة الوطنية» التي ينظر إليها في لبنان على أنها صاحبة الفضل في انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في مايو/ أيار .2000 وهذا كان مطلباً تحتاجه المقاومة الباسلة من الداخل اللبناني لـ «إخراس» الأصوات الداعية إلى نزع سلاحها في ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي مازال يغتصب جزءاً من لبنان كما يغتصب فلسطين وجزءاً من سورية.
موقف مشرف آخر هو موقف قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفائزة أخيراً في الانتخابات التشريعية. إذ إن فوزها يؤهلها لتشكيل الحكومة الجديدة وقيادة دفة البلاد في ظل «الموج العارم» من الهجوم الغربي ومحاولات «التليين» العربية. «حماس» ما زالت حتى اليوم على رغم التهديدات بعد الاعتراف بها كسلطة فلسطينية في حال كُلفت بتشكيل الحكومة، والتهديد بقطع المساعدات الأوروبية والأميركية بمجرد انتهاء فترة عمل الحكومة الحالية، وإيقاف بعض الدول مشروعات تقوم بها في فلسطين حالياً، والقوانين التي بدأ مجلس النواب الأميركي في تمريرها لاعتبار السلطة الفلسطينية «كياناً إرهابياً». وكل هذا من أجل أمرين أساسيين وهما الاعتراف بـ «إسرائيل» والتخلي عن مقاومة الاحتلال، إلا أن «حماس» مصرة على عدم الاعتراف بالمحتل، وتقول واثقة بأنها ليست مستعدة لبيع الشعب الفلسطيني من أجل المال، ولديها ثقة في الدول العربية والإسلامية بمساعدتها في أزمتها المالية.
موقفان ثابتان لتكتلين يعرفان تماماً ماذا تريد دول الاستكبار منا، يعلمان أن كل ما تريده هو خنوعنا وإذلالنا، وأن الخضوع لمطالبها أمر بدأ ولن ينتهي إلا بوقوفنا نحن أمام هجمته والثبات على مواقفنا التي نتخذها وفي الوقت نفسه نعرف كيف تدار اللعبة السياسية.
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1248 - السبت 04 فبراير 2006م الموافق 05 محرم 1427هـ