الألبان الموجودة في جميع دول الخليج العربي... وجميع مشتقاتها من حليب وزبدة وقشدة... وما يصنع منها... هي في الواقع (جميعها أو غالبيتها) ألبان خليجية... من بقر خليجي مئة في المئة... أب عن جد وأم عن جدة... وهذه الأبقار ترعى في الصحراء في بعض الدول... وبين البيوت وفي الفرجان في دول أخرى... وتأكل مخلفات المنازل وبقايا الطعام... وأحيانا العلب البلاستيكية والقراطيس... تتربى وتسكن في زرائب مكشوفة... والذباب (يقاقي) ويسكن على ظهورها... أشكالها نتنة... وهي تنام على بقايا فضلاتها.
ولكن تجار الأبقار الخليجية... وبائعي هذه المواد الإستهلاكية اليومية من الألبان ومشتقاتها... يصورون لنا وبواسطة الإعلانات التلفزيونية بأن أبقارهم تعيش في أجواء ملكية في مملكة الدنمارك... ويتفاخرون أن الألبان تأتي إلينا (مستوردة) من بقرة دنماركية نظيفة ومدللة... يتناوب على تنظيفها وتحميمها عدد كبير من الخدم والحشم... بقرة تعيش في قصر فاخر وتتمشى يوميا على السهول الخضراء والوديان التي تخترقها الأنهار... بقرة تأكل بالشوكة والسكين على مائدة فاخرة... حجمها كبير (مثل اللوري) ولها ثدي بحجم البيك أب... ولونها أبيض ميتاليك مع ضربات من اللون الأسود اللماع... وزوجها (الثور) هو فحل كبير بو إثنى عشر سلندر... ضخم الجثة وله شنبات يقف عليها الصقر.
هذه كانت الدعاية التي ضمنت لجميع تجار الألبان الخليجيين سرعة بيع منتجاتهم في الأسواق المحلية... ولكن... بقاء الحال من المحال... إنكشف المستور وبانت الحقيقة بعد سرعة إنتشار المقاطعة الشعبية في الدول العربية عموماً والخليجية خصوصاً ولجميع السلع والمنتجات الدنماركية والنرويجية وباقي البلاد التي تتجاسر على ديننا الحنيف.
الآن بانت حقيقة ماكنا نشربه ونأكله من الألبان ومنتجاتها... وإبتدأت الشركات الخليجية المستخبية والمستترة... والمتوارية خلف الأسماء الدنماركية الرنانة تظهر وتبان... وخوفا من الخسائر والإنهيار أخذت تعلن الحقائق... وهي أن منتجات الألبان التي تبيعها والتي كانت تتفاخر فيما سبق بأنها تأتي من لبن صاحبة السعادة البقرة الدنماركية (سوزانا بنت شلاختن)... هي في الحقيقة تأتي من البقرة الخليجية (جعيفة بنت نكوع الأفطس).
هذه البقرة عربية المولد أب عن جد... وتتربى وتعيش على الطريقة الإسلامية... زاهدة في الحياة... ولاتأكل حتى تجوع... وإذا أكلت لاتشبع... بقرة ضعيفة وهزيلة... لها عظمتان كبيرتان وبارزتان عند الذيل... فقيرة مسكينة... لونها أتشلح أملح... مع ضربات من الأوساخ على الأجناب... وزوجها (الثوير) هو عجل نحيل... لاتتعدى ماكينته الثلاثة سلندر... أفطس وفي أنفه وعلى وجهه الكثير من الأوساخ الداخلية والخارجية.
هذا بالنسبة للألبان فقط... ولكن المقاطعة الشعبية إذا ابتدأت ضد دولة أو عدة دول فإنها بالتأكيد ستكون على جميع بضائع هذه الدولة... وليست على المواد الإستهلاكية فقط... فالمقاطعة الصحيحة يجب أن تشمل كل شيء نستورده من هذه الدول... مثل الأدوية، والأجهزة الكهربائية والإلكترونية، والألبسة... كل شيء يعني كل شيء.
وعندما نقاطع كل شيء ونحن بطبيعة الحال دولة إستهلاكية... فيجب أن نستورد هذه البضائع من مكان آخر... وبما أن مصائب قوم عند قوم فوائد فإن دول شرق آسيا ستستغل هذه المقاطعة لصالحها وتعرض علينا بضائعها... والتي تصنع حسب أحجام صانعها.
الثلاجة الصغيرة سنتحملها... والجوارب التي تغطي فقط الأصابع سنلبسها... الأجهزة الإلكترونية التي تعمل لمدة اسبوع ثم تتعطل سنشتريها... سنتحمل كل شيء في سبيل المقاطعة... ولكن للعلم فإن حبوب الفياجرا التي تصنع في دول شرق آسيا... هي للنوم فقط
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1247 - الجمعة 03 فبراير 2006م الموافق 04 محرم 1427هـ