تضمنت الندوة التي أقيمت الأسبوع الماضي والتي تحدث فيها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون الكثير من النقاط التي تستحق الوقوف عندها ومناقشتها. فقد أقيمت الندوة في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي في فندق الريتز كارلتون وبرعاية ولي العهد صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة. وبدا أن بنك أنفستكورب لعب دوراً في دعوة كلينتون إلى البحرين بدليل حضور الرئيس التنفيذي، نمير قردار، على المنصة ودخوله القاعة إلى جانب الرئيس كلينتون وسمو ولي العهد. تناقش السطور الآتية جانباً من الآراء الاقتصادية التي طرحها كلينتون في ندوته الشهيرة.
تأسيس صندوق استثماري استراتيجي
اقترح كلينتون على المسئولين في البحرين إنشاء صندوق استراتيجي لغرض الاستثمار في بعض القطاعات الاقتصادية الحيوية مثل الصناعة وتقنية المعلومات. تحديدا رأى كلينتون أن من الصواب تحويل عائدات النفط والتي تزيد على 40 دولارا للبرميل الواحد إلى هذا الصندوق.
يذكر أن وزارة المالية عندنا افترضت سعرا متوسطا لموازنة العام 2006 يبلغ 30 دولاراً لبرميل النفط. المعروف أن أسعار يتوقع أن يكون متوسط السعر الحقيقي يتوقع أن يكون أكثر بكثير من 30 دولاراً للبرميل، إذ ان أسعار النفط بدأت تقترب من نحو 70 دولاراً للبرميل في الآونة الأخيرة.للتذكير، افترضت الحكومة سعراً منخفضا قدره 18 دولاراً للبرميل للسنة المالية 2004 لكنه ارتفع إلى نحو 43 دولارا للبرميل الواحد في نهاية المطاف )لا تتوافر حتى هذه اللحظة الأرقام النهائية لموازنة 2005.
يلاحظ أن الرئيس الأميركي السابق رأى وجود الحاجة إلى لاستثمار في مجالي الصناعة وتقنية المعلومات الأمر الذي يتناسب مع حاجة البلاد. فتطوير قطاع الصناعة بمقدوره أن يساهم في حل أزمة البطالة نظراً إلى قدرة الشركات الصناعية على إيجاد وظائف بالجملة )هناك أكثر من 20 ألف مواطن عاطل عن العمل يمثلون فيما بينهم 14 في المئة من القوى العاملة الوطنية(.أما بخصوص تقنية المعلومات، فقد شدد كلينتون أكثر من مرة على أهمية الاهتمام بهذا القطاع لسبب جوهري نظراً إلى أهميته في تحقيق الكفاءة في كل الأنشطة. إضافة إلى ذلك، أكد كلينتون توظيف مدخرات البلاد في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية لأنها فيما بينها تشكل الأساس للتطور في أي مجتمع.
التطوير الذاتي
من جهة أخرى، شدد كلينتون على أهمية أن يقوم الفرد بتطوير قدراته الذاتية بشكل مستمر والاستعداد لتغيير الوظيفة. فقد أشاد الرئيس الأميركي السابق بانتشار ظاهرة تغيير المهن في بلاده، قائلا بإنها قد تصل إلى خمس مرات بالنسبة إلى الشخص الواحد طوال حياته المهنية. ورأى كلينتون أن السبب في هذا التحول يعود إلى سرعة تغير الأوضاع في العالم على خلفية التغير المستمر في جميع مجالات التقنية، فنحن نعيش في عصر يتميز بالديناميكية. وفي هذا الإطار، رأى المتحدث ضرورة الاستثمار في معاهد التعليم، بل رأى أن الاستثمار في التعليم من الواجبات الرئيسية للدولة. بمعنى آخر، الصواب هو أن يقوم الفرد بتطوير ذاته بشكل مستمر والاستعداد لتغيير المهنة )من المحاسبة إلى التسويق على سبيل المثال( إذا اقتضت الحاجة لذلك ولكن بشرط اكتساب الأساسيات والمهارات المطلوبة.
أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
على صعيد آخر، أكد الرئيس الأميركي السابق دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في عالم اليوم. ورأى أن هذه المؤسسات قادرة على التكيف مع التطورات السريعة فضلا عن قدرتها على إيجاد وظائف جديدة.
نواصل حديثنا غدا )الأحد(، إذ سنركز على مداخلات الحضور
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1247 - الجمعة 03 فبراير 2006م الموافق 04 محرم 1427هـ